عزيز أبو علي: عودة إلى "حفّار العزلة"

04 فبراير 2017
(عزيز أبو علي/ المغرب)
+ الخط -
معرض استعادي لأعمال الفنان المغربي عزيز أبو علي (1935-1993)، أحد أبرز من اشتغلوا على تقنية الحفر في التشكيل المغربي والعربي، ينتظم حالياً في قاعة متحف "بنك المغرب"، ويتواصل حتى العاشر من آذار/ مارس المقبل.

إلى جانب الأعمال، تستعاد سيرته وحياته في إسبانيا، حيث أنجز معظم فنه التشكيلي، وصولاً إلى نهايته التراجيدية، باعتبار أن المعرض يُقام بالتزامن وبمناسبة صدور كتاب "حفّار العزلة" الذي يتناول سيرة وشغل الفنان عن دار Marsan.

انهمك أبو علي لسنوات في دراسة الفن أكاديمياً، فبعد الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة في تطوان، انتقل إلى كلية الفنون الجميلة في سانت إيزابيل، وبعد ذلك بثلاث سنوات انتقل لاستكمال الدراسة في كلية سان فرناندو في مدريد، التي استقر فيها ولم يرجع إلى المغرب.

كانت حياة أبو علي حافلة بالأعمال التشكيلية؛ تشخصية وتجريدية، ومليئة بالجوائز والمعارض والمشاركات، لكن هذا الغرق في الفن، كان يقابله شخص متوحّد وضجر وخائف وقلق، وزاد من انطوائية سيرته، التي يحاول كتاب "حفّار العزلة" استكشافها، حادثة وفاته، فقد رحل وحده في شقته ولم يُعثر عليه إلا بعد 45 يوماً، ليدفن في مقبرة في مدريد.

ترك أبو علي خلفه 1500 عمل فني، وكانت معظمها مشغولة بتقنية الحفر التي برع فيها، وكانت أجواء أعماله بالعموم درامية وكئيبة، استخدم الأبيض والأسود كثيراً ورسم كائنات هائمة أو مسحوقة، عاكساً المزاج النفسي الشاحب الذي كان يُعرف به.

المساهمون