في كلمته التي تناولت كتاب "في الإجابة عن سؤال ما السلفية؟"، اعتبر مصطفى أن "أوّل ما يخطر على بال القارئ في هذا الكتاب، وبالذات المتخصّص في شؤون الفكر الإسلامي أو الإسلام السياسي: أي تجديد في الإجابة على هكذا سؤال؟ هذا السؤال المطروح على الفكرين العربي والإسلامي منذ عقود طويلة، حيث طُرح في القرن التاسع عشر، ثم عاد بقوة في سبعينيات القرن الماضي".
يضيف: "كما أنه قد وُضعت مئات الكتب حول موضوع السلفية، سواء كانت من داخل المدرسة الإسلامية نفسها بمعنى كتب ثيولوجية أو كتب فقهية، أو من خارجها، بالإضافة إلى إنتاجات بحثية استشراقية".
يعتبر مصطفى أنه يوجد محوران أساسيان في العمل، حيث يقول: "المحور الأساسي الأول هو محور منهجي يحمل في داخله أيضاً مقاربة نقدية للدراسات التي تناولت موضوع السلفية، والثاني هو محور المعرفة في محاولة لتفكيك مفهوم السلفية". يقف مصطفى بعد ذلك عند المقولة الأساسية للمؤلف، والتي هي بحسبه "أنه لا يمكن الحديث عن سلفية إسلامية واحدة إنما عن سلفيات إسلامية وأيضاً ليس هناك سلفية سنية فقط وإنما هنالك أيضاً سلفية شيعية".
من جهته، تناول رامي منصور كتاب "تنظيم الدولة المكنّى داعش"، وقد اعتبر في مفتتح كلمته أن "الكتابة عن داعش صعبة أولاً لأن داعش تنظيم مغلق لم تصدر عنه أية كتابات داخلية حتى أن بشارة يُشبّه النظام بكوريا الشمالية، فما نعرف عن النظام هو من الصحافة أو من أشخاص عاشوا تحت احتلال نظام داعش"، أما السبب الثاني لصعوبة الكتابة عن "داعش" فهو أنه قد "كُتب الكثير عن داعش، في الغرب تحديداً بالإنكليزية، ولكن هناك أيضاً كتّاب عرب مختصون بالتنظيمات الجهادية قد وضعوا أعمالاً حول التنظيم مثل هاشم هاشمي وأحمد دلال وأحمد هاشمي. فأن تضيف شيئاً عن داعش في ظل نظام مغلق لا أحد يدري كيف يتحرك، فهي مجازفة".
يعتبر منصور أن المؤلف قد نجح في تحدّي هذه الرهانات، ونوّه بالخصوص على الفصل السادس والذي يتضمّن محاججة للتنظيمات السلفية الجهادية ونسفاً لفكرها وتلفيقها للدين الإسلامي.
يقول: "هذا أمر مهم. لا أعتقد أن بشارة كان هدفه محاججة الحركات السلفية الجهادية ولكنه نجح في ذلك. وهو بذلك ينأى بالإسلام من دمغة داعش مستنداً على أدوات علمية، إضافة إلى تفنيد ادعاءات في الغرب حول الإسلام باعتباره دين تطرّف وقتل وإرهاب مثل داعش".
بدوره، قدّم الباحث علي حبيب الله قراءة في كتاب "الطائفة، الطائفية، والطوائف المتخيلة "ومما جاء فيها:"هذا الكتاب ليس مجرد إجابة على سؤال سياسي بقدر ما هو بحث على المستوى المتخصص الأكاديمي في سوسيولوجيا مثل هذه الظواهر تاريخياً وتأصيل فهمها"، مشيراً إلى أن "بعض المثقفين يحاولون الابتعاد عن النقاش في مسألة الطائفية خوفاً من أن يوصفوا كطائفيين، ومن هنا غيّبوا هذه القضية على أهميّتها".
كما وقف المحاضر على تمييز صاحب كتاب "الدين والعلمانية في سياق تاريخي" بين "الطائفية بمعناها الاجتماعي والطائفة السياسية ومن ثم لاحقاً كيف يتم إنشاء الطوائف المتخيلة".