ويأتي الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد أيام من المفاوضات المتواصلة بين ممثلين عن الحركة الأسيرة وإدارة السجون التابعة لسلطات الاحتلال، التي تنكرت لالتزامها بإنهاء عزل حامد، في التاسع من أبريل/ نيسان الحالي، بعد ثلاثة أشهر من عزله، منذ بداية العام الجاري.
وأضاف: "في اليوم الأول سيشارك 200 أسير، وفي اليوم التالي سينضم 48 أسيراً آخر، ويتواصل انضمام الأسرى بالإضراب، بشكل يومي، حسب برنامج يشرف عليه قادة الفصائل المشاركين في الإضراب".
وخلال العامين الماضيين تم عزل حامد، بشكل متقطع، لكن حكماً بالعزل المتواصل بدأ منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2014، ولم ينته حتى الآن، رغم تعهدات والتزامات إدارة السجون بإنهاء عزله في التاسع من الجاري.
بدوره، قال مدير "مركز دراسات الأسرى وحقوق الإنسان"، فؤاد الخفش، إنه "على مدارالأيام الثلاثة الماضية، حاولت مصلحة السجون ثني الأسرى عن البدء في الإضراب، وقدموا عرضاً بإخراج الأسير ضرار أبو سيسي، الذي اختطفته إسرائيل من أوكرانيا عام 2011، من العزل، مقابل إبقاء حامد، لكن الأسرى رفضوا".
وأكد الخفش، لـ "العربي الجديد"، أن "مصلحة السجون قررت، بشكل نهائي، إبقاء حامد في العزل الانفرادي". وأضاف أن "سجون الجنوب، تستعد للبدء في إضراب تدريجي عن الطعام يتصاعد، بشكل يومي، تحت شعار: قبلنا التحدي".
ولفت الخفش إلى أن " إدارة السجون تخشى من تأثير حامد على الأسرى، لذلك تفضل عزله"، وتابع" عقوبة العزل هي الأشد على الأسرى، كونها تهدف إلى النيل من روحهم المعنوية، وتهميشهم، وبذلك يصبحون أكثر عرضة للأمراض النفسية والجسدية".
من جهتها، قالت شقيقة الأسير حامد، إنعام، إن المعلومات تفيد بأن "شقيقي قد بدأ بالفعل إضرابه قبل ثلاثة أيام"، لكن مصادر أخرى، من الحركة الأسيرة، أكدت أنه طرأ تغيير على الموعد ليكون يوم غد الأحد، وذلك بعد مشاورات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في السجون.
وتقول شقيقه الأسير حامد إنه "طوال فترة سجنه منذ عام 2006 قمت وأمي بزيارته مرة واحدة فقط، بعد أن خرج من العزل، ثم تم منعنا من زيارته بذرائع أمنية". وتضيف:" إذا احتسبنا فترة مطاردته من قبل قوات الاحتلال، التي استمرت عشر سنوات تنقل خلالها بين الكهوف والجبال، وفترة عزله، يكون شقيقي قد أمضى أكثر من 16 عاماً معزولاً وبعيداً عن الناس".
ولم تتمكن عائلة حامد، زوجته وطفلاه، الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال عن الضفة الغربية إلى الأردن عام 2006، من زيارته طوال فترة سجنه.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حامد في مايو/أيار 2005، وحكمت عليه 54 حكماً بالسجن المؤبد، وهي ثاني أقسى عقوبة تصدرها محاكم الاحتلال، بعد عقوبة القيادي في حركة "حماس"، عبد الله البرغوثي، الذي حكم عليه 67 حكماً بالسجن المؤبد، علماً أن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، كان قد وجه لحامد تهمة تنظيم البرغوثي، ليعتبر بذلك حامد "أبو الأسرى" كما يطلق عليه.
ويعتبر حامد (48 عاماً) أبرز قادة حركة "حماس". وهو خريج كلية العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، ونال درجة الماجستير في ذات التخصص، وعمل باحثاً في مراكز بحثية فلسطينية، وأصدر العديد من الأبحاث حول القضية الفلسطينية. واعتبره الاحتلال الإسرائيلي أخطر مطلوب فلسطيني، عمل في الخفاء، قبل أن يكشف أمره ويتنقل ما بين سجون السلطة الفلسطينية، قبل أن يتم اعتقاله في عملية خاصة من بيت اختبأ فيه في الحي الذي يسكنه الرئيس، محمود عباس، في رام الله. ومنذ اعتقاله تصر سلطات الاحتلال على تطبيق عقوبة العزل بحقه بشكل متقطع.
وتقضي عقوبة العزل بأن يمضي الأسير، فترة سجنه منفرداً في زنزانة ضيقة، ضمن قسم في السجن فيه مساجين جنائيون إسرائيليون، ويسمح له بـ"الفورة"، أي المشي في مكان أوسع من زنزاته، لمدة ساعة في اليوم، منفرداً أيضاً. وتمنع عائلته من زيارته بشكل مطلق.
وتصدرت عقوبة العزل، القضايا المطلبية للأسرى في إضرابهم الذي خاضوه في إبريل/نيسان 2012، الذي استمر 28 يوماً. وتم تعليق الاضراب بعد إنهاء عزل ما يقارب 16 أسيراً، كان أبرزهم إبراهيم حامد، عبد الله البرغوثي، عباس السيد، وأحمد سعدات، ومحمود عيسى، الذي كان قد أمضى 11 عاماً في العزل، وهي أطول فترة عزل بتاريخ الحركة الأسيرة.
ويترقب الفلسطينيون، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، هذا الإضراب النوعي، الذي يقوده قادة الفصائل الأسرى في السجون الإسرائيلية، بينما يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً حالياً: هل سيفجّر هذا الإضراب الأوضاع في السجون الإسرائيلية في الداخل من جهة، ويسرّع في إنهاء المفاوضات التي ترواح مكانها في الخارج؟