عزت أبو عوف... "الولا ده" الذي تحوّل إلى "مغنواتي"

01 يوليو 2019
شكل عزت أبو عوف وشقيقاته فرقة "فور أم" (فيسبوك)
+ الخط -
غالباً ما يتمّ التركيز في مسيرة عزت أبو عوف على عمله ونجاحه كممثلّ، بينما موهبته الحقيقية ونجاحه الأوّل كان كعازف، وملحن، وموسيقيّ،  ومؤسس واحدة من أنجح الفرق الموسيقية في مصر هي فرقة "فور أم" في ثمانينيات القرن الماضي. الفرقة أحدثت صدمة وتغييراً كبيراً في مشهد الفرق الغنائية المصرية، وذلك بعدما أسسها أبو عوف مع شقيقاته الأربع.

وقد اعتبرت خطوة الفنان المصري جريئة إلى حد كبير، حتى أنه يحكي في إحدى مقابلاته التلفزيونية أن أعمامه حاولوا تكسير الآلات الموسيقية لمنع الفتيات الأربع من الغناء. كما أن والده، وكان ضابطاً مصرياً يدعى أحمد شفيق أبو عوف، غضب من "مغامرة أبنائه"، لكنه عاد وتفهمهم، خصوصاً أنه فنان بدوره وله عدة كتب في الموسيقى العربية.

انطلق عزت مع فرقة "فور أم" بقوة، فقام هو برئاسة الفرقة والعزف على الأورغ، وتوزيع الأغاني القديمة بشكل معاصر وقتها ليقدمها في ثوب جديد. نجحت الفرقة وكان لها صوت مختلف، خصوصاً في إعادة تقديم أغاني الجيل الذهبي، مثل عبد الحليم حافظ وليلى مراد وغيرهما.

وكانت الفرقة تمثل أحد الأشكال الجديدة للعالم الغنائي في مصر في تلك الفترة. فأبو عوف وشقيقاته كانوا من مؤسسي الموجة الجديدة، أي موجة الفرق الغنائية المتأثرة بالموسيقى والفرق الأجنبية. كما كان الشاب عزت أبو عوف عازفاً في فرقة Les Petits Chats، مع وجدي فرانسيس، وعمر خيرت، وعمر خورشيد، وصادق القليني وغيرهم. كانت تلك الفرقة هي نواة أغلب فرق هذا الجيل، جميهم مروا من هنا، تاركين أثرهم.

عرف عزت أبو عوف سريعاً أن حياته ستكون مع الموسيقى والألحان والأغاني، وليس في كتب الطب. فحتى بعد عمله لفترة كطبيب نساء وتوليد، كان شغفه أكبر من العيادات والمستشفيات، فحاول أن يثبت نفسه ويقدم الموسيقى التصويرية لأعمال درامية. هكاذ ألف موسيقى مسلسل "حكاية ميزو" عام 1977، لتنطلق بعدها فرقة "فور أم".

 بعد سنوات من ظهور الفرقة وتجديدها للأغاني القديمة، بدأت في صناعة أعمالها الخاصة، التي قام عزت بتلحينها. هكذا كانت ضربة البداية مع الشاعر الكبير صلاح جاهين. كان هذا الأخير يسعى لمساعدة الفرق الموسيقية الشابة، مثل فريقي "المصريين" و"الأصدقاء"، فقدّم كلمات بسيطة لعزت أبو عوف ليقوم بتلحينها بعنوان "مغنواتي". عرف الطبيب الشاب القادم إلى عالم الموسيقى كيف يتعامل مع الكلمات ونجحت الأغنية بشكل كبير.

من هنا انطلقت الفرقة في تقديم أغانيها بشكل معاصر، وبدأ يظهر أمامنا شكل جديد مشابه لفرقة "الثلاثي المرح" التي كانت قائمة على أصوات نسائية أيضا في الستينيات. وبدأت "فور أم" في تقديم العديد من الأغاني، مثل "الولا ده"، و"ولا عاجبه كده"، والعملان من كلمات الشاعر حسن أبو عتمان، وحققا نجاحاً كبيراً. كما تعاون في كتابة الكلام مع عصام عبد الله، لتصبح الفرقة واحدة من نجوم المشهد الغنائي المصري.

من أغاني البوب الناجحة انتقلت الفرقة لتقديم أغاني الأطفال، مثل "دبدوبة التخينة" و"أبو الفصاد"، كما قدمت جزءاً من أوبريت "الليلة الكبيرة" لسيد مكاوي.

مع نهاية الثمانينيات أفل نجم الفرقة مع انسحاب الشقيقات واحدة تلو الأخرى إثر زواجهن، واستمر أبو عوف في عمله في الموسيقى ثمّ التمثيل. كما ساعد عزت في اكتشاف مغنين جدد مثل محمد فؤاد، وساهم في تقديم توزيعات مرحة تحمل تجديداً موسيقياً.

دلالات
المساهمون