كشفت الفنانة السورية عزة بحرة في حوار مع "العربي الجديد" ان السلطات السورية أبعدتها عن جميع الاعمال الفنية بسبب تأييدها للثورة، مما قلص الأعمال التي شاركت بها نتيجة ما يحدث في سورية وأجبرها على السفر الى مصر للإقامة.
كيف انعكس تأييدك للثورة على أدوارك الدرامية ومستوى معيشتك؟
آخر عمل صورته في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2010 أي قبل الثورة، وفي نهاية الموسم الرمضاني لذلك العام، وبعدها انطلقت الثورة، وعقب توقيعنا على بيان درعا وما سمي حينها "بيان الحليب" لمطالبتنا بالحليب لأطفال درعا المحاصرة، أصدر المخرج نجدت أنزور ما سمي حينها ببيان الشركات والذي وقعت عليه 26 شركة منتجة للأعمال الدرامية بمقاطعة الفنانين المعارضين والمؤيدين للثورة.
وبعدها توقفنا جميعنا عن العمل، وضعت أسماؤنا على لائحة وصدر أمر من القصر الجمهوري بمنع عرض أي عمل في سورية نشارك به، عملياً، بقينا طوال فترة وجودنا بسورية نعيش من مدخراتنا القليلة نوعاً ما، الى جانب ما بقيت أتابعه من أعمال الدبلجة وقد قرر المنتج "أديب خير" رحمه الله ألّايتدخل في السياسة، ويأخد موقفاً محايداً، وهو المنتج الوحيد الذي رفض التوقيع على بيان الشركات المنتجة بمنع الفنانين من العمل ومقاطعتهم، فاستمر الفنانون معه بأعمال الدبلجة، وكنت منهم، الى حين خروجنا من سورية أنا وزوجي في 19/7/12012 الى مصر.
ما هو أعلى أجر تقاضيته وهل تفضلين التعامل بالدولار أم بالبطاقات البلاستيكية؟
لن أتطرق لرقم أعلى أجر تقاضيته، لكن أجوري عادة بالليرة السورية، إلا في حال كانت مشاركتي بمسلسل خارج سورية، فكنت أتقاضى الأجر بالدولار، ولم أملك أي حساب مصرفي سوى حسابي في بنك "سورية والمهجر" والذي أقفلته قبل خروجي من سورية، ودائما ما كنت أستعمل النقود، والحقيقة أنني أفضل لو أتقاضى اجوري بالدولار لأن قيمته بالعموم ثابتة أكثر ومحفوظة مع الوقت في حالة الادخار.
هل لدى عزة البحرة سلوكيات ترف كما بعض الفنانين بالتحف والملابس والأكل بالمطاعم؟
حقيقة أصرف كثيراً من المال على التحف وأدوات المنزل والطعام، حيث أحرص دائماً على كل ما هو فني وخاص، وأحرص دائماً أن يكون لدي ذكرى فنية من أي مكان أزوره، أحب المؤونة جداً في حياتي اليومية وأحرص دائماً على أن يتوفر لدي ما أحتاج إليه طوال العام من زيت وجبنة ومواد تموينية، ولن تجدني في أي يوم ينقصني أي شيء غذائي.
ويبدو لي أن ذلك متوارث من والدتي بالجينات، الحقيقة أنني نادراً ما كنت اشتري ملابس في التصوير من السوق لأنها كانت تأتي مستوردة من تركيا ويصل سعر الفستان لنحو 50 ألف ليرة سورية، لذلك كنت غالباً ما أعتمد على الخياطة، فلدي صديقة منذ أيام الدراسة "مساعدة مهندس"، كان راتبها قليلاً جداً، 20 ألف ليرة آنذاك، لذلك عملت في الخياطة.
ما هي مستويات الأجور للفنانين السوريين وهل من تفاوت سحيق بين أجر النجوم وأجر ممثلي الصف الثاني؟
لا تتساوى بأي حال أجور الفنانين في ما بينها، بل شهدت الدراما السورية بعد فورتها تبايناً كبيراً في الأجور، ليس بين فنان وآخر، بل بين ما تدفعه شركة وأخرى، فأجر الفنان النجم مختلف كلياً عن أجر فناني الصفين الثاني والثالث، فبعض الفنانين النجوم في سورية وصل دخلهم إلى 7 و10 ملايين ليرة سورية (54 الف دولار) بينما البعض كان لا يتجاوز ما يتقاضاه في العام 100 ألف (544 دولار) على الأكثر، مهما كان دوره، وأحياناً لا تسنح له الفرصة للعمل سنوات وسنوات، ولذا فإن البعض كان يعيش عيشة مرفهة جداً ومترفه والبعض الآخر لم يكن بإمكانه إطعام عائلته.
عرف عنك رفضك لأعمال تسيء للثورة أو يشارك فيها ممثلون يؤيدون الأسد، رغم معاناتك وعدم عملك بالتمثيل؟
نعم ودفعت ثمن ذلك باهظاً. ورفضت أعمالاً لا تناسبني كفكر، وقد عرض علي عمل في دبي، عندما كنت في مصر، ورفضته بسبب الفنانين المشاركين، والحقيقة أنني لم أجد نفسي في ذلك العمل، وقد تفاوت دخلي على حسب عملي في الإعلام والدبلجة، في مصر كان يصل مستوى دخلي من الدوبلاج حسب المشاهد التي كنت أسجلها، علماً أن المتوسط يقدر بنحو 7 آلاف جنيه، لكني أذكر أنه في بعض الأشهر لم يزد عن ألفي جنيه، وهو ما يساوي إيجار البيت فقط.
كثرت شركات الإنتاج الدرامي في سورية ودخلها أبناء المسؤولين، فكيف انعكس ذلك على الأجور والعمل؟
البعض من الشركات هي عبارة عن وسطاء لمنتجين أو شركات خليجية، ويسمون بالوسط الفني "منتجاً منفذاً". هؤلاء المنتجون الخليجيون كانوا يطلبون تواجد أحد أسماء النجوم الكبيرة في المسلسل للتسويق، وكان هذا النجم يعرف أن اسمه مطلوب بشكل شخصي، وخلال الفترة الأخيرة وأسوة ببعض النجوم بمصر والذين كانوا يحصدون موازنة المسلسل، رفع نجومنا الكبار أجورهم بحيث يحصد كل موازنة المسلسل، فارتفعت أجورهم لتصل للملايين، وباعتبار أن الشركة المنتجة تريد أرباحها ومضطرة للخضوع للبعض، لجأت هذا الشركات المنفذة إلى خفض أجور باقي الفنانين الى حد غير منطقي وغير مقبول.