عريقات في واشنطن: استماع لا تفاوض

26 مارس 2015
عريقات سيؤكد الشروط الفلسطينية لحل الدولتين(أحمد غرابيلي/فرانس برس)
+ الخط -
أكد مسؤولون فلسطينيون أن كبير المفاوضين صائب عريقات، متواجد في واشنطن للاستماع لآخر المقترحات الأميركية المتعلقة بحل الدولتين وعملية السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وأوضح مسؤول ملف العلاقات الخارجية في حركة "فتح"، نبيل شعث، لـ "العربي الجديد" أن "عريقات متواجد في واشنطن ليسمع ما استجد لدى الإدارة الأميركية من مقترحات، بعد الانتخابات الإسرائيلية، وليس للتفاوض". ولفت شعث إلى أن "هناك فرقاً بين التعاطي مع المقترحات الأميركية وبين الاستماع إليها"، مشدداً على أن "عريقات ذهب ليستمع لما تقدمه الإدارة الأميركية فقط، ويؤكد على شروط ورؤية القيادة الفلسطينية لحل الدولتين".
ورأى شعث أنه "من المهم أن نعرف هل ما تقوله الإدارة الأميركية مثل نقرأه في الصحف، أم أن هناك أشياء أخرى مستعدة للقيام بها لم تُذكر في التصريحات الإعلامية، وهل هذه الأشياء تشمل وقفاً كاملاً وشاملاً للاستيطان في الضفة الغربية والقدس، والاستعداد الحقيقي لوضع موعد نهائي لإنهاء الاحتلال والإفراج عن الأسرى. وهي المحاور نفسها التي جاءت في مشروع إنهاء الاحتلال الذي قدمناه إلى مجلس الأمن نهاية العام الماضي، وأسقطته الولايات المتحدة بضغوطها".

اقرأ أيضاً: إنهاء الاحتلال.. شعار جديد لإدارة أوباما

وفي السياق، أشار مسؤول ملف العلاقات الخارجية في حركة "فتح" إلى أنه "هذه أول مرة ترسل القيادة الفلسطينية أحد أعضائها، ليسمع مباشرة من وزير الخارجية جون كيري، حتى نعرف حقيقة ما تقترحه الإدارة الأميركية". ولفت إلى أن "هناك لهجة أميركية فيها قدر من التأنيب للموقف الإسرائيلي، وتطرح أنه لا بد من موقف أميركي جديد. وهذا الموقف قد يأتي في صورة مشروع قرار جديد لمجلس الأمن، لذلك لا بد من الاستماع إليهم".
وحول ما إذا كانت الإدارة الأميركية عازمة على تقديم مشروع قرار جديد لمجلس الأمن، يرتكز على حل الدولتين لكنه مفرغ من مضمونه، أجاب شعث "ما لم يكن هناك موقف أميركي واضح تماماً، يشمل الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال تحت إشراف دولي، وليس أميركياً حصرياً ووقف شامل وكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإطلاق سراح الأسرى، لن نذهب إلى مجلس الأمن".

وأكد شعث أن "القيادة الفلسطينية لديها موقف واضح، مفاده عدم الذهاب إلى مجلس الأمن بمشروع قرار كل الذي يتضمنه تأكيد على القرارات الدولية السابقة "242" و"338"، فقد سمعنا هذا الكلام مئات المرات سابقاً، لذلك لن نذهب لمجلس الأمن بمشروع قرار يؤكد نظرية الدولتين بشكل نظري، لأن كل ما جرى في العشرين عاماً الماضية، وما وصلنا إليه من أوضاع كارثية كان تحت نظرية حل الدولتين قولاً لا فعلاً، وبإشراف أميركي أحادي".
ويرى شعث "أنه لم يتبلور لدى الإدارة الأميركية حتى الآن فهم حقيقي لإنهاء الاحتلال بسقف زمني محدد، وإقامة دولتين ووقف كامل للاستيطان بإشراف دولي، وأي حديث عن مقترحات لانسحاب الاحتلال من دون الشروط أعلاه، سيبقى في إطار الكلام غير المجدي؛ والذي لن يأتي بأي نتيجة".

وكان نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، قد دعا في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية، أمس الأربعاء، إلى عدم المبالغة في التوقعات المرجوة مع ما يثار من تصريحات أميركية".
وتساءل حماد "هل بعد نجاح نتنياهو والبرود في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، يمكن للولايات المتحدة أن تقبل بفكرة عرض مشروع إنهاء الاحتلال على مجلس الأمن، هذا احتمال قائم، لكنه يحمل وجهين أحدهما سلبي خطير والآخر إيجابي".
وأضاف "إذا كانت الإدارة الأميركية تريد أن تعمل من أجل استصدار قرار جديد، ليست له قوة تنفيذية، فلن يكون هناك أي قيمة لمثل هذا القرار لأنه سينضم إلى قرارت أخرى سبقته".
ووفقاً لمستشار عباس، فإن "الأمر الأسوأ أن يصدر الآن قرار عن مجلس الأمن، يتضمن أشياء تريدها إسرائيل، ويجري الترويج لها من قبل أوساط أميركية تنتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية، لكنها تقبل طروحات خطيرة جداً مثل يهودية دولة إسرائيل، وهذا أمر لا يمكن قبوله". وختم قائلاً "من السابق لأوانه أن نحكم هل يمكن أن تذهب الإدارة الأميركية بعيداً، نتمنى ذلك".

ويتواجد عريقات في الولايات المتحدة منذ أيام، إذ قدم خطاباً مساء الثلاثاء أمام مجموعة "جاي ستريت"، وأكد في خطابه على التمسك بحل الدولتين؛ دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

اقرأ أيضاً: الحمد الله إلى غزة: رسائل للداخل والخارج