السكتش الصامت الذي نظمه فريق "وافي" الشبابي، عُرض على مفترق الجامعات غرب مدينة غزة، خلال وقفة مساندة للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم الصحافي القيق، شارك فيها عشرات الشبان والفتيان.
الأسلاك الشائكة كانت سيدة المشهد، توسطها "سجن رمزي" وُضِع به الأسير محمد القيق، ومجموعة أسرى فلسطينيين، تعرضوا لمختلف أصناف التعذيب الإسرائيلي، والذي بدأ بالعزل والإهانة والشبح، ولم ينته بضرب الأسرى بأعقاب البنادق والأقدام.
الأسرى خلال السكتش المسرحي الصامت رفضوا تناول الطعام الذي قدمه جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقذفوا الصحون والأواني، وعندما حاول جنود الاحتلال إجبار الأسرى على الطعام بدأوا يطرقون القضبان الحديدية بالأواني، كي يسمعوا صوت أمعائهم الخاوية للجميع.
ولم تقتصر الوقفة الشبابية على العرض المسرحي الصامت فقط، بل هتف المشاركون بهتافات مؤازِرة للأسرى الفلسطينيين، كان أبرزها "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، "الأسير بينادي، بدي أرجع لأولادي"، وقد حملوا لافتات كتب عليها "أنقذوا محمد القيق"، "لن نتركك يا قيق، فما زالت صدى أمعائك تُسمع"، "الحرية لمحمد"، "القيق يحتضر، قل لي ماذا تنتظر".
ويقول منسق فريق وافي الشبابي حسام الغندور، إنّ الوقفة جاءت من أجل تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية بشكل عام، والأسرى المضربين عن الطعام بشكل خاص، مبيناً أنهم يتعرضون لمختلف أشكال وأصناف التعذيب والممارسات العدائية.
ويوضح لـ"العربي الجديد" أن الفريق الذي نفّذ العديد من الأنشطة التفاعلية والوطنية والإنسانية، حاول هذه المرة تقديم عرض سكتش مسرحي صامت يعكس وجهاً من وجوه المعاناة اليومية للأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى ضرورة تحرك الجميع بشكل فوري من أجل إنقاذهم، وتخفيف معاناتهم.
وعن أهمية العروض المسرحية الصامتة في دعم قضية الأسرى، يبين الغندور أنّ هذا النوع من الفنون يوصل رسالة بشكل أسرع وأقوى من الرسائل الكلامية، لافتاً إلى أنه يجسد المعاناة بطريقة واضحة وصامتة، لكنها تحوي الكثير من الألم والمعاناة والتفاصيل.
بدورها؛ تبين عضو فريق وافي الشبابي ألاء الشوا أن العرض المسرحي يهدف إلى إرسال رسالة للأسرى داخل السجون الإسرائيلية أنهم ليسوا وحدهم، وأن أبناء شعبهم الفلسطيني يصطفون خلفهم، ويطالبون بحقوقهم حتى تتحقق، ويزول الأذى والظلم عنهم. وتشير الشوا في حديث مع "العربي الجديد" إلى ضعف الفعاليات الوطنية والشعبية المُسانِدة للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مبينة أهمية التحرك على كل المستويات المحلية والدولية من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى.
اقرأ أيضاً: "مدهش" غزة... عن موهبة صناعة الهدايا