عرب 2011 وعرب..
"عرب 2011" ليس عنواناً لمسرحية، ولا عنواناً لمسلسل كوميدي من إنتاج الكوميديين السوريين، إنما هو لقب أطلقه اللاجئون السوريون على أنفسهم في مدينة إربد الأردنية، التي تضم كثيرين منهم.
وصدرت هذه التسمية نتيجة وجود كثيرين من أهل فلسطين، داخل الخط الأخضر، ويطلق عليهم "عرب 48"، في المدينة نفسها، بحكم أن فيها جامعة اليرموك. أما تسمية عرب 2011، فهي من باب الطرفة، لكن بوجود أوجه شبه كثيرة بينهم وبين عرب 48 من حيث تشابه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في كل فلسطين، والعدوان الأسدي على السوريين، بالاعتقال والتهجير والقصف اليومي، الذي أدى إلى لجوء كثيرين منهم إلى الأردن.
كما أن لعرب 2011 عادات متقاربة، ضمن أوجه عديدة، مع أهل إربد، وهذه مدينة تقع ضمن مناطق حوران التي تضم مدينة درعا السورية، والتي غادرها كثيرون من أهلها تحت وطأة العنف المُمارس عليهم من النظام. لكن لهؤلاء اللاجئين، أيضاً، عادات خاصة، تتمثّل بالجلوس في الشوارع أمام بيوتهم، والسهر لساعات متأخرة، والنوم نهاراً لعدم وجود عمل لمعظمهم، بسبب القوانين الخاصة في المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تنص على وجوب امتلاك تصاريح للعمل يصعب الحصول عليها.
وتبقى هذه التسمية حاملة في ثناياها ألماً كثيراً، وكثيراً أيضاً من مرارة اللجوء، من دون أن يتخلوا عن الطرافة. وللتذكير، أصبح اللاجئون السوريون في الأردن عبئاً عليه، نتيجة نقص إمكاناته. حيث يستضيف مخيم الزعتري، في محافظة المفرق الأردنية، ومساحته شاسعة، نحو 70 ألف لاجئ، يسكنون الخيام وبيوت الصفيح، ويشكل تحدياً إنسانياً وإغاثياً لا يستهان به.