تحاول المؤسسات العربية المحلية في نيويورك ونيوجيرسي القيام بجهود كبيرة في ما خص الثقافة والحضارة العربيتَين، رغم غياب رأس المال العربي، أو الدعم من الدول العربية، والتي تهدر أموالها على مشاريع غير ذات صلة، وأهمها تلك التي تصرف على السلاح، بدلاً من استثمارها بطريقة أفضل، بما فيها دعم الجاليات، إن في أميركا الشمالية أو أوروبا.
وينطلق أبناء الجاليات العربية، المقيمون في الولايات المتحدة، في تأسيسهم لمؤسساتهم الثقافية، من أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في تجسير الهوة والعرض الصحيح للثقافة والحضارة العربيتين بين الأميركيين وأبناء الأجيال العربية المولودة في الخارج. ويولي هؤلاء الفن والثقافة أهمية بسبب دورهما الإيجابي بين الأجيال والمحيط، خصوصا في زمن الرهاب من العرب والمسلمين.
مساعٍ ثقافية
وبالرغم من غياب الاستثمار في مثل تلك المشاريع، فقد استمرت منذ سنوات عمليات تأسيس مثل تلك المراكز، ويعد مركز "ألوان" للفنون في نيويورك والذي أسس عام 1998 بجهود تطوعية وفردية، واحداً من أهمها.
يعمل المركز على تقديم عروض أسبوعية تتنوع بين المحاضرات والموسيقى العربية والشرق أوسطية. ويستضيف المركز فنانين عرباً مقيمين في نيويورك أو زائرين. تتراوح العروض بين الموسيقى التقليدية العربية، كالمقام العراقي أو موسيقى لسيد درويش أو موسيقى العود وغيرها، وكذلك عروض لموسيقى الجاز أو الفلامنغو، وأدخل المركز في السنوات الأخيرة، وبدءا من عام 2003، النشاط السينمائي للأفلام القصيرة ضمن فعاليات "مهرجان نيويورك للأفلام العربية وجنوب آسيا".
يحاول المركز فتح نافذة لأهل نيويورك على الثقافة والموسيقى العربيتين بشكل خاص، كما يتعاون مع مراكز أميركية ومتاحف في نيويورك لتنفيذ برامج مختلفة. ورغم أن الجهود تقوم على مبدأ التطوعية والفردية في أعمال ونشاطات هذا المركز، إلا أن مساحته وإمكانياته المادية تبقى محدودة، كما أن عروض الأعمال الفنية، كاللوحات الفنية يبقى صعباً تحقيقها في إطاره.
ومن هنا جاءت مبادرة جديدة، أسست قبل حوالي السنتين تحت اسم "مؤسسة الفن العربي والإسلامي". وعند تأسيسها من قبل القطري الشيخ محمد راشد آل ثاني، كانت الرغبة بتطويرها لتحتضن كذلك الندوات والقراءات والعروض ومكتبة وبرامج إقامة فنية. لكن الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على المشروع. واضطر لإغلاق أبوابه بشكل مؤقت للانتقال إلى مكان آخر من منطقة مانهاتن السفلى في نيويورك.
أما "أوركسترا نيويورك العربية" فقد عادت للحيز العام والعمل قبل قرابة السنة، بعد توقف برامجها لسنوات. وعادت الأوركسترا الآن للعمل، وكانت قد تأسّست عام 2007، كمؤسسة غير ربحية في محاولة للحفاظ على الاستمرارية، والدخول بشكل أفضل إلى نسيج نيويورك المتنوّع.
وأسس الأوركسترا الموسيقار اللبناني بسام سابا، والعازفة الأميركية آبريل سينترون. وتضمّ الأوركسترا قرابة 45 عازفاً وعازفة، أغلبهم ليسوا من أصول عربية. وتعمل الأوركسترا على خلق حيز في نيويورك تكون فيه الموسيقى العربية جزءا عضويا من نسيج ثقافات نيويورك الموسيقية الغنية وتوسيع رقعة الاهتمام بها لتشمل هؤلاء الذي هم خارج الثقافة العربية عموما، كما لتعمل على ترسيخ الموسيقى العربية عند جيل أبناء المهاجرين، الذي ولد في الولايات المتحدة.
لا يقتصر عمل الأوركسترا على تقديم العروض الموسيقية، فقد وَضع بسابا وسينترون برنامجاً لتعليم الموسيقى وتقديم الورش كجزء من مهمّات الأوركسترا. إلى جانب محاولته خلق برنامج ثابت لحفلاته، يقدّم الفريق أيضاً دروساً في الموسيقى العربية لطلّاب الجامعات، ودورات تثقيفية للعرب الأميركيين، كما يعمل الفريق مع لاجئين في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي.
اقــرأ أيضاً
مركز اجتماعي
على صعيد المراكز الاجتماعية، هناك "المركز العربي الأميركي للخدمات الاجتماعية" والذي كان قد تأسس في نيويورك عام 1994. ويقدم المركز الخدمات لمئات العائلات العربية والمسلمة، خاصة محدودي الدخل. وتهدف فعاليات المركز إلى تمكين العائلات الفقيرة ومساعدتها. ومن ضمن برامجه مكافحة العنف الأسري، وتعليم الكبار ومحو الأمية، وبرامج متنوعة للشباب، وخدمات قانونية وخدمات صحية. وتتطلب برامج المركز ميزانية كبيرة نسبيا حيث يعمل فيه نحو الخمسين شخصاً ناهيك بوجود عشرات المتطوعين. وتصل ميزانيته سنويا لقرابة الثلاثة ملايين دولار، يحصل على أغلبها من بلدية نيويورك وولاية نيويورك وتبرعات.
ويركز المركز على قضايا محاربة الكراهية والعنف والعنف الأسري ومعالجة القضايا النفسية الناجمة عن الصدمات، لأن تلك الاضطرابات تفرض نفسها وتؤدي، بسبب الحروب ومعاناة الكثيرين ممن يتحدرون من مناطق الشرق الأوسط، إلى صدمات نفسية عديدة. وتؤثر تلك الصدمات كذلك على حياة أبناء وبنات الجاليات العربية المقيمين في الولايات المتحدة، كما على أبنائهم المولودين في أميركا. كما تؤثر الأحداث الأميركية وسياسة الولايات المتحدة الخارجية تأثيرا كبيرا على تلك الجاليات وخاصة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، وبكل آثارها السلبية جدا على حياة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. ويتعامل المركز مع شريحة ذات دخل منخفض تحتاج لمساعدات مادية ومعنوية. كما تجهل في بعض الأحيان طريقة الحصول على مساعدات صحية أو نفسية من أجل مساعدتها على مواجهة التحديات الحياتية في الولايات المتحدة.
وينطلق أبناء الجاليات العربية، المقيمون في الولايات المتحدة، في تأسيسهم لمؤسساتهم الثقافية، من أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في تجسير الهوة والعرض الصحيح للثقافة والحضارة العربيتين بين الأميركيين وأبناء الأجيال العربية المولودة في الخارج. ويولي هؤلاء الفن والثقافة أهمية بسبب دورهما الإيجابي بين الأجيال والمحيط، خصوصا في زمن الرهاب من العرب والمسلمين.
مساعٍ ثقافية
وبالرغم من غياب الاستثمار في مثل تلك المشاريع، فقد استمرت منذ سنوات عمليات تأسيس مثل تلك المراكز، ويعد مركز "ألوان" للفنون في نيويورك والذي أسس عام 1998 بجهود تطوعية وفردية، واحداً من أهمها.
يعمل المركز على تقديم عروض أسبوعية تتنوع بين المحاضرات والموسيقى العربية والشرق أوسطية. ويستضيف المركز فنانين عرباً مقيمين في نيويورك أو زائرين. تتراوح العروض بين الموسيقى التقليدية العربية، كالمقام العراقي أو موسيقى لسيد درويش أو موسيقى العود وغيرها، وكذلك عروض لموسيقى الجاز أو الفلامنغو، وأدخل المركز في السنوات الأخيرة، وبدءا من عام 2003، النشاط السينمائي للأفلام القصيرة ضمن فعاليات "مهرجان نيويورك للأفلام العربية وجنوب آسيا".
يحاول المركز فتح نافذة لأهل نيويورك على الثقافة والموسيقى العربيتين بشكل خاص، كما يتعاون مع مراكز أميركية ومتاحف في نيويورك لتنفيذ برامج مختلفة. ورغم أن الجهود تقوم على مبدأ التطوعية والفردية في أعمال ونشاطات هذا المركز، إلا أن مساحته وإمكانياته المادية تبقى محدودة، كما أن عروض الأعمال الفنية، كاللوحات الفنية يبقى صعباً تحقيقها في إطاره.
ومن هنا جاءت مبادرة جديدة، أسست قبل حوالي السنتين تحت اسم "مؤسسة الفن العربي والإسلامي". وعند تأسيسها من قبل القطري الشيخ محمد راشد آل ثاني، كانت الرغبة بتطويرها لتحتضن كذلك الندوات والقراءات والعروض ومكتبة وبرامج إقامة فنية. لكن الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على المشروع. واضطر لإغلاق أبوابه بشكل مؤقت للانتقال إلى مكان آخر من منطقة مانهاتن السفلى في نيويورك.
أما "أوركسترا نيويورك العربية" فقد عادت للحيز العام والعمل قبل قرابة السنة، بعد توقف برامجها لسنوات. وعادت الأوركسترا الآن للعمل، وكانت قد تأسّست عام 2007، كمؤسسة غير ربحية في محاولة للحفاظ على الاستمرارية، والدخول بشكل أفضل إلى نسيج نيويورك المتنوّع.
وأسس الأوركسترا الموسيقار اللبناني بسام سابا، والعازفة الأميركية آبريل سينترون. وتضمّ الأوركسترا قرابة 45 عازفاً وعازفة، أغلبهم ليسوا من أصول عربية. وتعمل الأوركسترا على خلق حيز في نيويورك تكون فيه الموسيقى العربية جزءا عضويا من نسيج ثقافات نيويورك الموسيقية الغنية وتوسيع رقعة الاهتمام بها لتشمل هؤلاء الذي هم خارج الثقافة العربية عموما، كما لتعمل على ترسيخ الموسيقى العربية عند جيل أبناء المهاجرين، الذي ولد في الولايات المتحدة.
لا يقتصر عمل الأوركسترا على تقديم العروض الموسيقية، فقد وَضع بسابا وسينترون برنامجاً لتعليم الموسيقى وتقديم الورش كجزء من مهمّات الأوركسترا. إلى جانب محاولته خلق برنامج ثابت لحفلاته، يقدّم الفريق أيضاً دروساً في الموسيقى العربية لطلّاب الجامعات، ودورات تثقيفية للعرب الأميركيين، كما يعمل الفريق مع لاجئين في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي.
مركز اجتماعي
على صعيد المراكز الاجتماعية، هناك "المركز العربي الأميركي للخدمات الاجتماعية" والذي كان قد تأسس في نيويورك عام 1994. ويقدم المركز الخدمات لمئات العائلات العربية والمسلمة، خاصة محدودي الدخل. وتهدف فعاليات المركز إلى تمكين العائلات الفقيرة ومساعدتها. ومن ضمن برامجه مكافحة العنف الأسري، وتعليم الكبار ومحو الأمية، وبرامج متنوعة للشباب، وخدمات قانونية وخدمات صحية. وتتطلب برامج المركز ميزانية كبيرة نسبيا حيث يعمل فيه نحو الخمسين شخصاً ناهيك بوجود عشرات المتطوعين. وتصل ميزانيته سنويا لقرابة الثلاثة ملايين دولار، يحصل على أغلبها من بلدية نيويورك وولاية نيويورك وتبرعات.
ويركز المركز على قضايا محاربة الكراهية والعنف والعنف الأسري ومعالجة القضايا النفسية الناجمة عن الصدمات، لأن تلك الاضطرابات تفرض نفسها وتؤدي، بسبب الحروب ومعاناة الكثيرين ممن يتحدرون من مناطق الشرق الأوسط، إلى صدمات نفسية عديدة. وتؤثر تلك الصدمات كذلك على حياة أبناء وبنات الجاليات العربية المقيمين في الولايات المتحدة، كما على أبنائهم المولودين في أميركا. كما تؤثر الأحداث الأميركية وسياسة الولايات المتحدة الخارجية تأثيرا كبيرا على تلك الجاليات وخاصة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، وبكل آثارها السلبية جدا على حياة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. ويتعامل المركز مع شريحة ذات دخل منخفض تحتاج لمساعدات مادية ومعنوية. كما تجهل في بعض الأحيان طريقة الحصول على مساعدات صحية أو نفسية من أجل مساعدتها على مواجهة التحديات الحياتية في الولايات المتحدة.