كندا واحدة من أكثر الدول جذباً للهجرة العربية المعاصرة في العالم. فبالرغم من أن الجالية العربية في كندا تأتي في المركز الثامن عالمياً من حيث العدد، بواقع ثلاثمائة وثمانين ألف مواطن أو مقيم من أصول عربية، بعد البرازيل التي تأتي في المركز الأول بواقع عشرة ملايين عربي، تليها فرنسا والولايات المتحدة والأرجنتين والمكسيك وتشيلي، ثم المملكة المتحدة في المركز السابع؛ بالرغم من ذلك فإن موجات المهاجرين العرب الجدد تتجه أغلبها إلى كندا، لحاجة الدولة المستمرة إلى زيادة الأيدي العاملة الماهرة، والعمل على اتساع الرقعة السكانية في البلد الذي يحتل المركز الثاني عالميا من حيث المساحة، ويعيش على أرضه 35.5 مليون إنسان فقط.
وتمثل الكفاءات العلمية العربية والفنية في كندا نسبة مهمة، بل إنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مقصد كبير لعدد من الأطر العلمية الشابة التي اضطرت إلى الهجرة من بلدانها، بسبب البيروقراطية، وانعدام المناخ المهني الملائم الذي يسمح لها بالإنتاج والإبداع في مجالات تخصصاتهم، وهذه خسارة للأوطان.
يمثل العرب 1.2٪ من تعداد السكان في كندا، هذه النسبة الضئيلة لا تعبر بأية حال عن تميز أبناء الجاليات العربية في شتى المجالات، خاصة المجالات الأكاديمية والعلمية، فلقب أول عميدة امرأة لكليات الهندسة في تاريخ كندا كان لثلاث سيدات مصريات، ناهيك عن سبعة أساتذة عرب يشغلون منصب عميد كلية الهندسة في سبع كليات مختلفة حول كندا. كذلك لم تخل الساحة السياسية والرسمية الكندية من الحضور العربي، فكان من رؤساء حكومات المقاطعات اللبناني "جوزيف عطالله غيز" رئيس حكومة جزيرة الأمير إدوارد (198- 1993)، وكذلك اللبناني الأصل إدي فرانسيس، أصغر محافظ لمدينة ويندسور بمقاطعة أونتاريو في تاريخها، وغيرهما عشرات النواب من ذوي الأصل العربي في البرلمان الكندي وأعضاء الحكومات المتعاقبة.