عرب أميركا... معركة الوصول إلى الكونغرس

06 نوفمبر 2018
اهتمام لافت للجاليات في الانتخابات الحالية (لوران إليوت/Getty)
+ الخط -


تتجه أنظار الجاليات العربية ــ الأميركية، اليوم الثلاثاء 6  نوفمبر/تشرين الثاني، نحو الانتخابات الأميركية النصفية للكونغرس هذه السنة، بعد أن تزايد عدد المرشحين العرب والمسلمين الطامحين إلى الفوز فيها. 

بعض هؤلاء المرشحين، الأقرب إلى الوسط واليسار، يتنافسون على مقاعد في الكونغرس، يستعيدون تجارب سابقيهم من أصول عربية خاضوا ونجحوا في التجربة الأميركية في الوصول إلى أحد المجلسين.

فقد انتخب المحامي جيمس أبو رزق، اللبناني الأصل، لمجلس الشيوخ ومثّل ولاية ساوث داكوتا بين عامي 1973 و1979، وسبقه لمجلس النواب عام 1959 جورج قاسم، من أصول لبنانية كذلك، وآخرون غيرهما.


اليوم ينشط مرشحون عرب ومسلمون في عدد من الولايات الأميركية، خصوصا حيث تتمركز جاليات بأعداد لا بأس بها. وعلى عكس التجارب السابقة، يبدو الحماس اليوم أكبر بين جيل الشباب من أصول عربية، كما في حالة ميشيغان.

وفي خلفية هذا الحماس للمشاركة السياسية اقتناع هذا الجيل بأنها مشاركة لتعزيز المكانة وحماية حقوق الجاليات، في وقت يحكم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعقلية استهداف بقوانين يرونها ضد "عمل المجتمع المدني" وضد من هم من أصول مهاجرة، خصوصا من دول إسلامية. وتثير إمكانية الفوز الأول لمسلم في ميشيغان المزيد من الحماسة في أحاديثهم للمواقع الاخبارية الأميركية، باعتبارها ستكون المرة الأولى التي يكون فيها من ينوب عنهم في الكونغرس.
ويذكر هؤلاء أيضا أنه حتى وإن لم يفز أحد المرشحين فإن سكان ديربورن وديترويت، خصوصا من الجيل الشاب، يعتبرها فرصة متولدة لإيجاد مساحة في العمل السياسي لم يكن يخوض فيها من سبقهم، لأسباب كثيرة.
سابقة تاريخية
لكن إن فاز بعض هؤلاء المرشحين في نوفمبر، فستكون سابقة لأسباب عديدة. واحدة من هؤلاء هي رشيدة طليب، المولودة لأبوين فلسطينيين هاجرا إلى الولايات المتحدة من فلسطين المحتلة، وهي أكبر إخوتها الثلاثة عشر وأم لطفلين. وطليب، التي فازت بترشيح الحزب الديمقراطي عن دائرتها في ديترويت بولاية ميشيغان، حيث توجد نسبة مرتفعة من العرب الأميركيين، كانت قد انتُخبت في ثلاث دورات في المجلس التشريعي لولايتها، كأول امرأة مسلمة تُنتخب لهذا المنصب، قبل أن تفوز مؤخرا بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الكونغرس.

فوز طليب سيكون ضرورياً ومهماً، ليس فقط لمن هم من أصول عربية ومسلمة، ممن يؤمنون بمبادئ الحزب الديمقراطي، بل كذلك لأقليات أخرى، وعلى وجه التحديد الطبقات الفقيرة، بسبب مواقفها المعروفة من محاسبة أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة التي تقوم بإعطاء الأولوية للربح على حساب الفقراء، وملاحقتها قضائياً لما تسببه من تلوث بيئي. وتأتي مواقفها في ظل تعرّض ولايتها للكثير من المشاكل الاقتصادية والبيئية لأسباب عديدة، من ضمنها الإهمال وجشع بعض الشركات الكبيرة.

وفي جنوب ولاية كاليفورنيا، برز اسم آخر وهو عمار كامبا- نجار، البالغ من العمر 29 عاما، وهو مولود لأب فلسطيني وأم مكسيكية. وعمل كامبا- نجار في البيت الأبيض، وكان ضمن فريق المكتب التنفيذي للرئيس السابق باراك أوباما.
ويركز في حملته على مواضيع متعلقة بالتأمين الصحي والعدالة الاجتماعية والوضع الاقتصادي. وعلى الرغم من صغر سنه، فإنه ينافس بشراسة ضد مرشح جمهوري مخضرم، يواجه اتهامات بالفساد، مما يزيد من حظوظ عمار بالفوز، لكن المنافسة تبقى شرسة.

أما المرشحة الثالثة والتي لها حظوظ جيدة للفوز بمقعد في مجلس النواب الأميركي عن ولاية مينيسوتا، فهي الصومالية إلهان عمر. ولم تولد عمر في الولايات المتحدة، بل جاءت إليها وهي في الثانية عشرة من عمرها تقريبا، حيث لجأت قبلها مع عائلتها إلى كينيا وعاشت في مخيم للاجئين، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة. وكانت إلهان قد انتُخبت عام 2016 كعضوة في المجلس التشريعي لولاية مينيسوتا لتصبح أول أمريكية من أصل صومالي تنتخب في مجلس الولاية.


ليس هؤلاء هم المتنافسين الوحيدين من أصول عربية أو مسلمة على مناصب في الكونغرس لدورته المقبلة، لكن اللافت في هؤلاء الثلاثة انحدارهم من عائلات فقيرة، كما أن أجنداتهم تحسب على اليسار في الحزب الديمقراطي، وتأتي في وقت يتصاعد فيه اليمين واليمين المتطرف في الولايات المتحدة من دون هوادة. وإن تم انتخاب كل من طليب وعمر فستكونان أول امرأتين من أصول فلسطينية وصومالية في الكونغرس الأميركي.
المساهمون