ما زالت تداعيات انفجار مرفأ بيروت تؤرّق بال العراقيين، وكأن الانفجار وقع في بغداد أو مدينة عراقية أخرى. ويواصل فنانون وإعلاميون وناشطون إطلاق الحملات على مواقع التواصل، ومن خلال وقفات للعشرات منهم، تطالب بإخراج مخازن أسلحة المليشيات من المدن، لتفادي وقوع أي حوادث شبيهة بما حصل في لبنان.
وقادت مؤسسة "نخيل عراقي"، حملة تواصل مع عشرات الفنانين والكُتّاب العراقيين من أجل تثبيت مطلب تنظيف العاصمة العراقية وبقية المدن من مستودعات الأسلحة التي تملكها فصائل "الحشد الشعبي" وقوات الشرطة الاتحادية، والتي تعرضت خلال العام الماضي لهجمات إسرائيلية.
وقال ناشطون لـ"العربي الجديد"، إن "بغداد وكربلاء وصلاح الدين ومدناً في جنوب العراق مليئة بمخازن الأسلحة، وتحتوي على بعض الصواريخ شديدة الانفجار، وهي تمثّل خطراً حقيقياً على الأهالي".
وكتب الناشط أكرم أوشن على صفحته في "فيسبوك": "إذا بقينا ساكتين ستكون: بغداد = ٤ إلى ٥ أضعاف بيروت"، ويقصد أن بغداد قد تتعرض لانفجار أشد ممّا حدث في مرفأ بيروت.
من جهته، أشار جعفر العراقي عبر "تويتر" إلى أنه "حتى لا يحدث في العراق كما حدث في لبنان، وللحفاظ على أرواح الناس والتي هي أهم من كل شيء، نطالب الحكومة بإلزام المليشيات بإخراج إسلحتها وسمومها من مدننا العزيزة".
#اخرجوا_اسلحتكم_من_مدننا حتى لا يحدث في العراق كما حدث في لبنان ، وللحفاظ على أرواح الناس والتي هي أهم من كل شي ، نطالب الحكومة الزام المليشيات بأخراج اسلحتها وسمومها من مدننا العزيزة
— جعفر العراقي (@x8U68IfMir8JBCX) August 6, 2020
أما العنزية، فقد ذكرت: "تتحمل الحكومة ومليشيات الحشد مسؤولية أي انفجار قد يودي بأرواح الأبرياء بسبب تكديس الأسلحة وغيرها في وسط المدن.. أنتم مسؤولون".
تتحمل الحكومة وميليشيات الحشد مسؤولية اي انفجار قد يودي بأرواح الأبرياء بسبب تكديس الاسلحة وغيرها في وسط المدن..أنتم مسؤولون. #اخرجوا_اسلحتكم_من_مدننا
— العنزيه 🇮🇶 (@alenziyah2) August 5, 2020
مسؤول في الحكومة العراقية، رفض الكشف عن هويته، علّق على الحملات المستمرة في بغداد ومدن أخرى، منذ يومين، بأن الأمانة لمجلس الوزراء وجهت وزارتي الداخلية والدفاع وكذلك هيئة "الحشد الشعبي" بمراجعة إجراءات السلامة والتأكد من عدم وجود أي مخزن سلاح في الأحياء السكنية.
وأضاف: "هناك مخازن، لكن غير معلنة، وتعود لفصائل مسلحة، وتسعى قوات الأمن للتعرف إليها، وتأمل من المواطنين أن يبلغوا عن أي منزل أو مبنى يعتقد أن بداخله ذخيرة أو سلاح تابعة للفصائل المسلحة التي عمدت في الفترة الأخيرة إلى تخزين ما لديها داخل مقراتها في الأحياء السكنية".
في المقابل، قال زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، إن "حصر إخراج السلاح خارج المدن مرتبط بشرط شمول سلاح القوات الأميركية بهذا القرار أيضاً"، موضحاً في بيان: "نحن مع ضبط السلاح المنفلت وإخلاء المدن من أي وجود لمخازن السلاح، ومخازن السلاح يمكن أن تسبب بطريقة مقصودة أو غير مقصودة الإضرار بحياة الناس".
وخلال الأشهر الماضية وقعت سلسلة انفجارات في مستودعات أسلحة وقواعد ومواقع تابعة لفصائل "الحشد الشعبي"، وفي أغسطس/ آب الماضي أدى انفجار وقع في مستودع أسلحة تابع لمليشيا "كتائب حزب الله"، جنوب بغداد، إلى مقتل شخص وإصابة 29 آخرين.