نجحت شابات عراقيات في كسر حاجز التقاليد، والخروج في جولة جماعية على الدراجات الهوائية، في خطوة يصفها بعضهم بأنها سلبية.
وانطلقت في بغداد أمس الاثنين جولة على الدراجات الهوائية، شارك فيها ناشطون مدنيون بينهم شابات.
وترفض نسبة كبيرة من العراقيين قيادة المرأة للدراجات الهوائية، مستندين في رفضهم إلى الأعراف والتقاليد. في حين لا يمانعون قيادة المرأة للسيارة، ما يشير إلى وجود تناقض في العادات السائدة، بحسب مواطنين تحدثوا لـ"العربي الجديد".
ولم تكن جولة الدراجات أمس المحاولة الأولى في هذا السياق، إذ سبقتها محاولة فردية لشابة تدعى مارينا جابر، نشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقود دراجة هوائية وسط مناطق وأسواق شعبية.
وبيّنت صور مارينا، وهي إعلامية وفنانة وناشطة مدنية، استغراب الناس وهم ينظرون إليها، إذ لم يألفوا قيادة فتاة دراجة هوائية بجرأة وسط الناس. وصار الناس يطلقون عليها "فتاة البايسكل" أي صاحبة الدراجة الهوائية.
خطوتها الأولى شجعتها على تنظيم جولة جماعية لكلا الجنسين، حملت اسم "أنا المجتمع"، هدفها لفت الانتباه إلى أن دور المرأة كبير في المجتمع، لكنه مهمش.
وفي حديثها لـ"العربي الجديد" أكدت مارينا جابر أن المبادرة تهدف إلى "كسر حاجز الخوف عند الفتيات من عادات وتقاليد وأفكار خاطئة"، لافتة إلى أن "ركوب النساء للدراجات الهوائية ليس حراما في الدين"، متهمة "العقول المتحجرة التي أفرزتها الحروب والأزمات في العراق، التي ترفض قيادة المرأة للدراجة".
وأضافت: "سنواصل تجوالنا على الدراجات الهوائية في شوارع بغداد، حتى يعتاد المجتمع على هذه الحالة وتصبح أمراً طبيعياً"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تصب في صالح "نيل المرأة حقها في المساواة مع الرجل في مختلف مجالات الحياة".
المشاركون في الفعالية، أو كما يطلق عليها بعضهم "المبادرة"، أكدوا أنها تجربة ممتعة، تفيد في فهم المجتمع، والوسائل المختلفة لإيصال الأفكار، ومعالجة الأخطاء بأساليب عملية.
ورغم أن التجول بـ"البايسكل" بحسب الدارج في اللهجة العراقية، من الأمور الطبيعية بالنسبة للشباب، لكن المشاركين وجدوا الأمر مختلفاً أمس، إذ إن ركوبهم الدراجة هذه المرة يحمل رسالة للمجتمع، بحسب قولهم.
المشاركة رشا محمد قالت لـ"العربي الجديد": "تجوالنا على الدراجات الهوائية في شوارع بغداد أمر غير عادي"، معيدة الأسباب إلى "العادات والتقاليد، وسيطرة الأحزاب الدينية التي فرضت أعرافاً جديدة قيدت المرأة". وأكدت أن "هذه المبادرة جزء من رفضنا لكل السياسات القمعية التي تمارس ضد حرية المرأة".
ورأت الشابة منى النعيمي أن الرضوخ للأمر الواقع هو الأصوب، وتجنب الوقوع في المشاكل، مشيرة لـ"العربي الجديد" إلى أن "الوقت غير ملائم حتى تطالب المرأة بمزيد من الحقوق، ذلك ممكن في حال ساد الأمن في البلاد، وتفرغت الحكومة لرفاهية الناس، لكننا اليوم نعيش وسط مشاكل أمنية، واختلافات سياسية، ولن يلتفت أحد إلى قضايا تعتبر هامشية بالمقارنة مع قضايا الإرهاب والأمن".
وتستغرب الصحافية أسماء العبيدي "رفض قيادة المرأة للدراجة الهوائية، في حين أنها تقود السيارات على أنواعها بدون اعتراض من أحد"، مبينة "أن الأمر يحتاج إلى ممارسة لكي يصبح معتاداً في المجتمع".
وأضافت لـ"العربي الجديد" أنه "من المؤسف أن يجد المجتمع في ركوب البنت الدراجة الهوائية مخالفة للتقاليد والعادات، في حين نرى النساء يقدن عربات تجرها الدواب في المناطق الفقيرة، سعياً لكسب الرزق".
واعتبرت أن "ذلك يشير إلى أن داخل المجتمع توجد تناقضات كثيرة"، موضحة أن "المجتمع العراقي بدأ يسير نحو المدنية، ويشهد تحولاً فكرياً وانفتاحا ثقافياً، منذ أواسط القرن الماضي، لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أخذ يتحول بفعل الحروب والمشاكل الأمنية والسياسية إلى مجتمع منغلق".
ورأت أن "خروج المليشيات من رحم الأحزاب الدينية المتشددة، وفرض سطوتها على ما يتعلق بملابس النساء والحجاب وغيرها، أجبرت الكثيرات على الالتزام بتعاليمها".
وأكدت العبيدي أن الكثير من العراقيات التزمن بارتداء الحجاب منذ اندلاع الفتنة الطائفية (2006-2008)، منبهة إلى أن "الضغط على الناس بحجة الأعراف والتقاليد، ومنعهم من ممارسة حرياتهم التي كفلها الدستور، يبني أجيالاً متخلفة".
اقــرأ أيضاً
وانطلقت في بغداد أمس الاثنين جولة على الدراجات الهوائية، شارك فيها ناشطون مدنيون بينهم شابات.
وترفض نسبة كبيرة من العراقيين قيادة المرأة للدراجات الهوائية، مستندين في رفضهم إلى الأعراف والتقاليد. في حين لا يمانعون قيادة المرأة للسيارة، ما يشير إلى وجود تناقض في العادات السائدة، بحسب مواطنين تحدثوا لـ"العربي الجديد".
ولم تكن جولة الدراجات أمس المحاولة الأولى في هذا السياق، إذ سبقتها محاولة فردية لشابة تدعى مارينا جابر، نشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقود دراجة هوائية وسط مناطق وأسواق شعبية.
وبيّنت صور مارينا، وهي إعلامية وفنانة وناشطة مدنية، استغراب الناس وهم ينظرون إليها، إذ لم يألفوا قيادة فتاة دراجة هوائية بجرأة وسط الناس. وصار الناس يطلقون عليها "فتاة البايسكل" أي صاحبة الدراجة الهوائية.
خطوتها الأولى شجعتها على تنظيم جولة جماعية لكلا الجنسين، حملت اسم "أنا المجتمع"، هدفها لفت الانتباه إلى أن دور المرأة كبير في المجتمع، لكنه مهمش.
وفي حديثها لـ"العربي الجديد" أكدت مارينا جابر أن المبادرة تهدف إلى "كسر حاجز الخوف عند الفتيات من عادات وتقاليد وأفكار خاطئة"، لافتة إلى أن "ركوب النساء للدراجات الهوائية ليس حراما في الدين"، متهمة "العقول المتحجرة التي أفرزتها الحروب والأزمات في العراق، التي ترفض قيادة المرأة للدراجة".
وأضافت: "سنواصل تجوالنا على الدراجات الهوائية في شوارع بغداد، حتى يعتاد المجتمع على هذه الحالة وتصبح أمراً طبيعياً"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تصب في صالح "نيل المرأة حقها في المساواة مع الرجل في مختلف مجالات الحياة".
المشاركون في الفعالية، أو كما يطلق عليها بعضهم "المبادرة"، أكدوا أنها تجربة ممتعة، تفيد في فهم المجتمع، والوسائل المختلفة لإيصال الأفكار، ومعالجة الأخطاء بأساليب عملية.
ورغم أن التجول بـ"البايسكل" بحسب الدارج في اللهجة العراقية، من الأمور الطبيعية بالنسبة للشباب، لكن المشاركين وجدوا الأمر مختلفاً أمس، إذ إن ركوبهم الدراجة هذه المرة يحمل رسالة للمجتمع، بحسب قولهم.
المشاركة رشا محمد قالت لـ"العربي الجديد": "تجوالنا على الدراجات الهوائية في شوارع بغداد أمر غير عادي"، معيدة الأسباب إلى "العادات والتقاليد، وسيطرة الأحزاب الدينية التي فرضت أعرافاً جديدة قيدت المرأة". وأكدت أن "هذه المبادرة جزء من رفضنا لكل السياسات القمعية التي تمارس ضد حرية المرأة".
ورأت الشابة منى النعيمي أن الرضوخ للأمر الواقع هو الأصوب، وتجنب الوقوع في المشاكل، مشيرة لـ"العربي الجديد" إلى أن "الوقت غير ملائم حتى تطالب المرأة بمزيد من الحقوق، ذلك ممكن في حال ساد الأمن في البلاد، وتفرغت الحكومة لرفاهية الناس، لكننا اليوم نعيش وسط مشاكل أمنية، واختلافات سياسية، ولن يلتفت أحد إلى قضايا تعتبر هامشية بالمقارنة مع قضايا الإرهاب والأمن".
وتستغرب الصحافية أسماء العبيدي "رفض قيادة المرأة للدراجة الهوائية، في حين أنها تقود السيارات على أنواعها بدون اعتراض من أحد"، مبينة "أن الأمر يحتاج إلى ممارسة لكي يصبح معتاداً في المجتمع".
وأضافت لـ"العربي الجديد" أنه "من المؤسف أن يجد المجتمع في ركوب البنت الدراجة الهوائية مخالفة للتقاليد والعادات، في حين نرى النساء يقدن عربات تجرها الدواب في المناطق الفقيرة، سعياً لكسب الرزق".
واعتبرت أن "ذلك يشير إلى أن داخل المجتمع توجد تناقضات كثيرة"، موضحة أن "المجتمع العراقي بدأ يسير نحو المدنية، ويشهد تحولاً فكرياً وانفتاحا ثقافياً، منذ أواسط القرن الماضي، لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أخذ يتحول بفعل الحروب والمشاكل الأمنية والسياسية إلى مجتمع منغلق".
ورأت أن "خروج المليشيات من رحم الأحزاب الدينية المتشددة، وفرض سطوتها على ما يتعلق بملابس النساء والحجاب وغيرها، أجبرت الكثيرات على الالتزام بتعاليمها".
وأكدت العبيدي أن الكثير من العراقيات التزمن بارتداء الحجاب منذ اندلاع الفتنة الطائفية (2006-2008)، منبهة إلى أن "الضغط على الناس بحجة الأعراف والتقاليد، ومنعهم من ممارسة حرياتهم التي كفلها الدستور، يبني أجيالاً متخلفة".