عرائس "الماريونيت" في انتخابات الرئاسة المصريّة

12 مارس 2014
+ الخط -

بعد تفويضه من المجلس العسكري بخوض أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد عقب انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، أعلن وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، عن عزمه خوض الانتخابات في 4 مارس/ آذار الحالي، "لأنه لا يستطيع أن يدير ظهره للشعب الذي طالبه بالترشّح"، على حد تعبيره.

وفي الوقت نفسه، أفصح المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات الرئاسية عام 2012، حمدين صباحي، عن رغبته في الترشح، لكنه أبدى، على استحياء، رفضه لتحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات بشكل نهائي.

إعلان صباحي جاء قبل لقاء كان من المقرر أن يجمعه بالمرشح الرئاسي المحتمل، خالد علي، للاتفاق على مرشح واحد تلتفّ حوله كافة القوى في مواجهة الرجل القوي ومرشح المؤسسة العسكرية، عبد الفتاح السيسي، حسبما قال أحد النشطاء المقرّبين من علي.

وأكد الناشط، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "كان إعلان صباحي ترشحه، قبل التنسيق مع علي، صادماً للأخير ومفاجئاً له، ما دفعه إلى التفكير جدياً في العدول عن قرار الترشّح".

وأضاف الناشط، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "الوضع معقد، فالسيسي هو مرشح الدولة الذي سيحظى بدعم كافة مؤسساتها التي ستسهّل له طريق الوصول للقصر الرئاسي"، "ما يضاعف من فرصه، (بحسب الناشط نفسه)، تشرذم القوى التي سبق وادّعت تمسكها بالدولة المدنية لكنها سرعان ما أظهرت وجهها الحقيقي وقررت دعمه، كما سارع حمدين بإعلان ترشحه قبل اتفاق باقي القوى المدنية الأخرى الرافضة لترشح السيسي على مرشح توافقي".

محيي الدين: معركة شرسة

يأتي ذلك في الوقت الذي يدرس فيه عضو مجلس الشعب السابق، محمد محيي الدين، خوض الانتخابات على الرغم من يقينه من "ارتفاع أسهم السيسي مقارنة بغيره من المرشحين، لأنه يحظى بدعم الدولة"، على حد تعبيره.

محيي الدين، قال لمراسل "العربي الجديد": إن "مسألة ترشحه للرئاسة ليست بالأمر السهل، فالمعركة في غاية الشراسة وهي تستلزم فريقاً رئاسياً قوياً وأموالاً ودعماً من القوى والأحزاب التي تفرّقت شيعاً ما بين مؤيد للسيسي، ورافض له في صمت خوفاً من التعرّض للتنكيل".

وأضاف أن هناك فرق بين نزاهة الانتخابات، التي أكد أنها ستتوافر في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وبين عدالة المنافسة الانتخابية، التي استبعد حدوثها، لأن كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها ستحشد في اتجاه فوز السيسي مثلما حدث في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة التي رصدت أجهزة الدولة كافة إمكانياتها لإمرارها.

وتابع: "أخشى من تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية عام 2005، حيث تحوّل منافسو الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى عرائس ماريونيت وشاركوا في المسرحية الهزلية التي حدثت آنذاك". وأضاف: "أرفض أن ألعب دور بطل من ورق".

"القصاص": "المحتمل"!
"لم أحسم قراري بعد من الترشح في الانتخابات المقبلة"، هذا ما قاله المرشح الرئاسي المحتمل وعضو ائتلاف شباب الثورة السابق، محمد القصاص.

القصاص، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن "عدداً من الشباب المتحمس لدعم مرشح ينتمي لثورة 25 يناير 2011 ويدافع عن مبادئها وأهدافها هم مَن أطلقوا دعوات لترشحي على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك".

"سأعلن في مؤتمر صحافي، من المقرر عقده الأسبوع المقبل، قراري النهائي"، أكد القصاص.

عنان المنافس الأقوى للسيسي

يأتي ذلك، في الوقت الذي ادعى فيه المرشح الرئاسي المحتمل، سامي عنان، الذي يصفه مراقبون بـ"المرشح الأقوى" في مواجهة وزير الدفاع، تعرضه لمحاولة اغتيال، الاثنين الماضي.

المكتب الإعلامي لعنان أصدر بياناً أكد فيه أنها "ليست المرة الأولى التي تحاول فيها عناصر (رفض الإعلان عنها)، استهداف الرجل"، مشيراً إلى أنه سيعلن "عن تفاصيل الواقعة في وقت لاحق".

وبعيداً عن أول سباق رئاسي تشهده البلاد عقب الانقلاب، جاء المرشح الرئاسي السابق، محمد البرادعي، ليعلن عن سعادته للانضمام إلى أساتذة كلية فليتشر للدبلوماسية والقانون التابعة لجامعة تافتس الأميركية كـ"أستاذ مقيم" بداية من خريف 2014.

جدير بالذكر أن البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي عمل مديراً سابقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية ونائباً سابقاً للرئيس المؤقت، عدلي منصور، تقدم باستقالته من منصبه كنائب للرئيس في 14 أغسطس/ آب الماضي، وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وغادر بعدها البلاد.