لجأ رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، إلى رئيسي الجمهورية والبرلمان، محاولا الحصول على دعمهما في محاولات إكمال تشكيلته الحكومية، بعد أن عجز عن إتمامها، في ظل صراع سياسي متأجج، وشروط مسبقة لم يتمكن من تجاوز عقبتها.
وخلال اجتماع مشترك دام لنحو ساعتين، عقد في وقت متأخر من ليلة أمس السبت، كشف عبد المهدي أوراقه أمام رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مطالبا إياهما بالتدخل لمساعدته بإكمال التشكيلة الحكومية.
وقال مسؤول سياسي لـ"العربي الجديد" إنّ "عبد المهدي عرض أمام الرئيسين الصعوبات التي تعترض طريق تقديمه لمرشحي الحقائب الوزارية الثماني، حيث بيّن أنّ الصراع على حقيبة الداخلية هي عقدة تشكيل هذه الحكومة".
وأوضح المسؤول ذاته أنّ "عبد المهدي وضع النقاط على الحروف أمام الرئيسين، مبينا لهما أنّ أزمة إكمال التشكيلة الحكومية سببها الخلاف بين زعيمي تحالفي سائرون (مقتدى الصدر) والفتح (هادي العامري)، والذي وصل إلى طريق مسدود، بعدما تقاطعا بشأن حقيبة الداخلية، في وقت لم يستطع عبد المهدي التقدم خطوة واحدة بتقديم مرشحيه للوزارات المتبقية".
وأشار إلى أنّ "صالح والحلبوسي وعدا عبد المهدي بأنّهما سيدخلان على خط الأزمة السياسية، ويلعبان دور الوسيط للتقريب بين الكتل السياسية التي تعرقل إكمال الكابينة الحكومية"، مؤكدا أنّ "الفترة المقبلة قد تشهد انفراجة في الوضع السياسي".
وفشل عبد المهدي، خلال الجلسات الثلاث الأخيرة للبرلمان، بتقديم أي مرشح لتشكيلته الحكومية، التي ما زالت غير مكتملة.
من جهته، قال النائب عن تحالف القرار، أحمد المشهداني، إنّ "أزمتي حقيبتي الداخلية والدفاع ما زالتا مستمرتين"، مبينا أنّ "تحالف الفتح يصر على ترشيح فالح الفياض للداخلية، ولم يقدّم أي مرشح بديل عنه، بينما يقابل ذلك برفض قاطع من تحالف سائرون".
وأشار إلى أنّ "هناك خمسة مرشحين لمنصب وزير الدفاع، من بينهم سليم الجبوري، والنائب عن الموصل أحمد الجبوري".
ويحمّل سياسيون رئيس الحكومة مسؤولية إكمال تشكيل الحكومة، والتغلب على الصراعات الحزبية والجهوية.
وقال القيادي في التيار المدني، رافع العامري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشعب لا يعرف الكتل السياسية بقدر ما يعرف رئيس الحكومة، لذا فإنّ أي أزمة بين الكتل يجب أن لا تؤثر على سير تشكيل الحكومة بأي شكل من الأشكال"، داعيا عبد المهدي إلى "حسم كابينته الحكومية، أو الاعتراف أمام الشعب بعدم قدرته على التغلب على خلافات الكتل السياسية".
وفشل زعيم تحالف الفتح، هادي العامري، بإقناع زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر، بترشيح الفياض للداخلية، بينما تأزم الخلاف بينهما أكثر خلال زيارة غير معلنة قام بها الأول للصدر في منزله بالنجف.