في برنامج تلفزيوني جرى بثّه منذ أيام، أشار الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي (1942) في سياق إضاءة علاقته بفلسطين أنه طلب "الحصول على جواز سفر فلسطيني ولكن لحدّ الآن لم يُمنح لي هذا الجواز، وهذه من الأشياء التي أثّرت فيّ". ويضيف لاحقاً: "كان لديّ دائماً هذا الشعور بأني فلسطيني، كما أنني أرجنتيني أو تشيلي لمّا كانت الديكتاتورية تحكم هذه البلدان".
لم يدُر بذهن الشاعر المغربي أن يتحوّل هذ الحديث العفوي إلى مادة جدل. وفي الحقيقة، لا يعدو الأمر أكثر من أن يكون اقتطاعاً لكلام اللعبي ونزعه عن سياقاته في محاولة ربما لتوظيفه أو "فبركة" خبر من لا شيء. كما لا يغيب عن بال أحد أن جواز السفر الفلسطيني أمر رمزيّ بحت، ففلسطين ما زالت أرضاً محتلة وجواز سفرها لا يلبي أي حاجة عملية لحامله.
في تصريح خصّ به "العربي الجديد"، يقول الشاعر المغربي، وعلى إثر المُقابلة التي أجراها مع الكاتب ياسين عدنان ضمن برنامجه "بيت ياسين": "طلعتْ بعض الأصوات تستغرب كوني أشرتُ في مجرى الحديث إلى أمنية كنتُ قد عبّرتُ عنها فعلاً منذ عقود خَلتْ، ويتعلق الأمر برغبتي في الحصول على الجواز الفلسطيني".
يوضّح اللعبي بأن "تلك الأمنية لم تتخذ أبداً طريق طلب رسمي موجّه إلى السلطة أو أي جهة فلسطينية رسمية أخرى. لقد تمّ التعبير عنها خلال دردشات خاصة مع عدد محدود جداً من المثقفين الفلسطينيين في المرحلة التي كنّا فيها على اتصال دائم نظراً لانشغالي الدؤوب بترجمة عدد من أعمالهم إلى اللغة الفرنسية".
ويضيف: "من جهة أخرى، أريد أن أطمئن الأحبّة الفلسطينيّين وأن أؤكّد لهم أن كلامي حول الجواز لم يكن عتاباً أو شيئاً من هذا القبيل وأنه، على العكس، تم بدافع من فيض المحبّة التي أكنّها لهم والانصهار في قضيتهم العادلة".
ويختم بالقول: "وكيف لي أن أطالبهم بأكثر ممّا منحوني إياه مؤخراً: جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع التي تعلو قيمتها عندي على كل الجوائز والتفاتات التكريم التي حظيت بها لحدّ الآن؟".