خضعت معظم الفعاليات الثقافية في المغرب للإلغاء أو الإرجاء بفعل انتشار فيروس كورونا الذي أصيب به قرابة ثلاثين شخصاً حتى اليوم في جميع أنحاء البلاد، وجاءت هذه الإعلانات تباعاً منذ بداية الشهر الجاري لتحظر إقامة "جميع التظاهرات التي يشارك فيها أزيد من ألف شخص".
وشملت هذه الإجراءات العديد من المؤسسات البارزة مثل "متحف بنك المغرب" الذي أجّل معرضه "أغمات، تاريخ مشرق لحاضرة مغربية"، ومثله فعلت أكاديمية المملكة المغربية التي طاول التأجيل أنشطتها لأسابيع مقبلة، بينما أبقت جهات أخرى على فعاليتها، خاصة تلك التي لا تفترض تجمعات في تنظيمها.
في هذا السياق، كان مبرمجاً أن يقام عند الثامنة والنصف من مساء السبت المقبل، الحادي والعشرين من الشهر الجاري، حفل الفنان عبد القادر خليفي الملقّب بـ "لمعلم حدادة" في مدينة طنجة، والتي لم ينشر فضاء "تابادول" أيّة جديد حولها حتى اليوم، قبل أن تعلن وزارة الداخلية صباح اليوم تعليق كل الأنشطة الثقافة والرياضية.
يعدّ حداده من أبرز رموز فن الكناوة الذي يرجّح الباحثون نشأته في غرب أفريقيا مع بداية عهد الرق كنوع من التعبير عن تخريب الرجل الأبيض لبلدان القارة السمراء، وتفاعل بمرور الزمن مع مؤثرات صوفية وقضايا اجتماعية في بلدان المغرب التي انتقل إليها باكراً.
تلقّى خليفي الثقافة الكناوية في منزل عائلته في المدينة القديمة بطنجة، وتعلّم على يد عدد من المعلمين، من أمثال: مبارك القصري، وإبراهيم بها، والطيب الوزاني، وعبد القادر زفزاف وعبد الواحد ستيتو، وفي عام 1996، بدأ التعاون مع دار كناوة طنجة، ومع لمعلم عبد الله الكورد، حيث شكّل العديد من مشاريع الفرق الموسيقية المشهورة دولياً منها "راندي ويستون"، "أرتشي شيب"، وغيرهما.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "حدادة شارك في العديد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات والكرنفالات الدولية في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وكندا وأوروبا وأفريقيا. وفي عام 2007، قرر لمعلم حدادة مغادرة "دار كناوة"، للاشتغال بشكل منفرد، وخلق فرقته الخاصة "ملوك كناوة".