عبد الفتاح كيليطو.. إنها الأعمال الكاملة إذاً

18 اغسطس 2015
(كيليطو في ستراسبورغ عام 2010)
+ الخط -

تستعد دار النشر المغربية "توبقال" لإصدار الأعمال الكاملة للكاتب والناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو في الأسابيع المقبلة. وستصدر هذه الأعمال تباعاً في خمسة مجلدات، وتشمل مجمل الأعمال التي أصدرها الكاتب المغربي بالفرنسية والعربية.

ويعتبر كيليطو، الذي يعمل أستاذاً في كلية الآداب في جامعة محمد الخامس في الرباط منذ عام 1968، واحداً من أهم الباحثين المغاربة والعرب في السرديات العربية القديمة. وكان حصل على دكتوراه دولة من جامعة السوربون الباريسية عام 1982 حول موضوع السرد والأنساق الثقافية في مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري، وسبق أن فاز بعدة جوائز عربية وأجنبية منها "جائزة الأكاديمية الفرنسية" عام 1996 و"جائزة العويس للدراسات النقدية" عام 2007.

قدّم كيليطو سلسلة محاضرات عن الأدب العربي في عدة جامعات دولية مرموقة مثل كوليج دوفرانس وهارفارد وبرينستون والسوربون.

من أهم المؤلفات التي ستشتمل عليها المجلدات الخمسة "الأدب والغرابة"، "العين والإبرة" "لن تتكلم لغتي"، "الحكاية والتأويل" "لسان آدم" وهي مؤلفات صدرت غالبيتها في دور النشر الفرنسية قبل أن يشرف على ترجمتها لاحقاً إلى العربية.

ويتميز كيليطو، هو القائل "أتحدث جميع اللغات لكن بالعربية"، بخلفية ثقافية متينة ومعرفة دقيقة بالتراث العربي وأيضاً بالآداب العالمية خاصة الفرنسية منها، كما أنه على إلمام متين بمناهج النقد الأدبي الحديث وهو ما تعكسه كتبه وأبحاثه حيث يتجاور رولان بارت مع ابن المقفع ودريدا مع الحريري وكافكا مع المعري والجاحظ مع غوته في خلطة إبداعية مُحكمة يحرص على كتابتها بأسلوب شخصي -رشيق سواء بالفرنسية أو العربية- يمزج بين دقة التحليل وجمال الاستعارة.

ينفرد كيليطو بنظرة خاصة لمفهوم القراءة التي يعتبرها فعلاً إبداعياً لا يقل أهمية عن الكتابة. لهذا يحرص دائماً في كتاباته على التفاعل مع القارئ المفترض وغالباً ما يخاطبه بشكل مباشر وينخرط معه في علاقة حوارية هدفها الغواية.

ويقول عنه ناشره في دار "توبقال" عبد الجليل ناظم "يتمتع كيليطو بثقافة نقدية مزدوجة تسمح له بأن يكشف ما هو خلاق وقادر على اختراق ما يظهر وما يختفي من الحواجز والمسبقات، التي تفصل الإبداع عن الحياة أو تفصل الماضي عن الحاضر، أو تفصل الصمت عن الرغبة في الحكي، أو تفصل القارئ عن الكاتب".

ويذكر أن "توبقال" كانت أول دار نشر مغربية وعربية تهتم بنشر أعمال كيليطو وترجمتها من الفرنسية إلى العربية منذ مستهل الثمانينيات من القرن الماضي.

المساهمون