عبد الغني العاني.. وحدة الكون في الخط العربي

16 مارس 2018
(من المعرض)
+ الخط -
"من الفكر إلى اليد" عنوان معرض الخطاط والفنان العراقي عبد الغني العاني (1937) الذي افتتح في الثامن الشهر الجاري في مكتبة "معهد العالم العربي" في باريس، ويتواصل حتى الأول من نيسان/ أبريل المقبل، في استعادة لحروفيات مدرسة بغداد في العصر العباسي، بخطّاطيها الأبرز ابن مقلة وعلي بن هلال وابن البواب.

يضمّ المعرض لوحات للباحث والأكادمي الذي تتلمّذ على يد الخطاط العراقي الراحل (1921 – 1973) صاحب المساهمة الأساسية في تقعيد الخط العربي وخاصة أنواعه التي نشأت في العراق في العصور الإسلامية الوسطى، وأنجز العديد من الأعمال ضمن مشاريع زخرفة مساجد بغدادية، إضافة إلى اشتغاله على المسكوكات في عدد من البلدان العربية.

تقوم رؤية العاني على استنباط ثلاث مميّزات للخط؛ الموسيقية والشعرية والتصويرية، وقدّم نماذج عديدة خلال تجربته الممتدة أكثر من ستّة عقود، للمعلقّات وقصائد الشعر العربي القديم والحديث، ومنها مجموعته الشعرية "الدفتر" التي اشتملت على تأملاته وحياته بعيداً عن وطنه الذي غادره في ستينيات القرن الماضي.

يقيم الفنان في باريس حيث أسّس مرسمه الخاص ونال من إحدى جامعاتها درجة الدكتوراه في القانون، ودرّس عدداً من الخطاطين العرب منهم الموريتاني مولاي أحمد ولد محمد الأمين، والتونسي الأسعد المطوي. له تنظيراته في الخط العربي الذي يرى أنه يمزج الكتابة مع الصورة وهي وحدة تعبيرية قامت عليها فنون الشرق منذ السومريين.

كما يرى أن الفلاسفة العرب نظروا إلى الحرف باعتباره المبدأ الموحّد للكون، متماثلين في رؤيتهم مع فلسفة الشرق الأقصى، وقد تتبّع العاني في أعماله ولادة الخط العربي وتطوّره على أساس أنه سلسلة من النقاط المتتابعة التي تشكّل وحدات للقياس، ما يحيل إلى أبعاده الهندسية التي اهتمّ بها العرب وأولوها قيمة قصوى.

يلفت العاني في إحدى مقابلاته إلى علاقة الكتابة بالطبيعة في التراث العربي في تعبير عن بعد روحاني ظهر قبل الإسلام، فخطّوا حروفهم باعتبارها تمثّلاً لوجود الإله في الكائن الذي يتحرّك بمشيئته فدلّت كتابتهم على الرقص والمشي والانتقال من موضع إلى آخر.

دلالات
المساهمون