وأضاف في كلمة تلاها أمام البرلمان أن "أي أحلام تراود بعض الدول هنا وهناك يتعين أن تفيق منها، لأن مصر لن تسمح بالعبث في أمن أي دولة بالمنطقة، منبّهاً إلى أن استقبال مجلس النواب لنحو 70 برلمانياً ليبياً يمثلون أطياف الشعب الليبي، أمس السبت، على هامش اجتماع اللجنة الوطنية المعنية بليبيا، جاء في إطار الجهود المصرية الرامية إلى حل الأزمة.
ورفض عدد كبير من أعضاء مجلس النواب الليبي المعارضين للتحركات العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المشاركة في جلسات القاهرة التشاورية، بسبب عدم وضوح طبيعتها، أو الأهداف المرجوة منها، على إثر فشل الهجوم الذي أطلقه حفتر في مطلع إبريل/نيسان الماضي، بغرض احتلال العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، برئاسة فايز السراج.
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، أحمد رسلان، إن استقبال النواب الليبيين استهدف الوصول إلى نقطة التقاء لرأب الصدع، ولمّ الشمل، مضيفاً أن "الدولة الليبية ترتبط بقواسم مشتركة عديدة مع مصر، مثل الروابط الاجتماعية والتاريخية والعرقية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، لذا جاء الاهتمام البالغ بما يحدث على الساحة الليبية، سواء على مستوى القيادة السياسية المصرية، أو من جانب البرلمان".
وأفاد رسلان بأن اجتماع أعضاء من مجلس النواب الليبي مع نظرائهم في البرلمان المصري "يمثل خطوة مهمة وقوية نحو إعادة الثقة في مجلس النواب الليبي المنتخب"، مؤكداً أهمية وقوف القيادة السياسية المصرية إلى جانب الدولة الليبية، "التي يسعى بعضهم إلى تقسيمها وتمزيقها من أجل مصالح شخصية"، على حد تعبيره.
وواصل رسلان: "أولويات الدولة المصرية ومؤسساتها تتمحور حول وحدة الصف العربي، وانتصار المؤسسات الوطنية على قوى الإرهاب الغاشم، وإنهاء الصراع والنزاع القائم، وحقن الدماء بين الأطراف المتنازعة، الأمر الذي يعد من أهم الشواغل المصرية التي تستهدف الحفاظ على البلدان العربية، ودعمها في مواجهة الأخطار التي تحدق بها، باعتبار أن الدائرة العربية هي الدائرة الأولى في اهتمامات السياسة الخارجية المصرية".
وكان مجلس النواب المصري قد شهد مشادات كلامية حادة بين مجموعة من النواب الليبيين الموجودين في مصر، بسبب تباين المواقف من عملية حفتر العسكرية، ما دفع رسلان إلى غلق جلسة التشاور مع النواب الليبيين أمام وسائل الإعلام، وإلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً عقده بمقر البرلمان المصري عقب لقاء أمس.