عباس ينعى المصالحة: تلويح بقطع كل المساعدات عن غزة

06 يناير 2019
خرج لقاء عباس والسيسي ببيان عام (Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية بارزة مطلعة على تفاصيل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أنه بعد نقاشات واسعة بين عباس ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى، بشأن القضايا الملحّة على الساحة الفلسطينية، تأكد بشكل قاطع إغلاق ملف المصالحة الداخلية تماماً ووصوله إلى طريق مسدود، وفشل كافة المحاولات المصرية لإعادة إحياء مسار المفاوضات.

وأوضحت المصادر أن عباس قال ما نصه إن "المصالحة ماتت، وإذا ظنّت حماس أنها تملك أوراقا لتضغط بها علينا أو تلوي ذراعنا فهي واهمة"، مشيرة إلى أن عباس تطرق إلى ما تم تداوله في وسائل إعلام أخيراً حول إمكانية منح "حماس" مقرات حركة "فتح" في قطاع غزة إلى التيار الذي يتزعمه القيادي المطرود من "فتح" محمد دحلان، في محاولة منها للضغط على "فتح"، مع العلم أن صحيفة "القدس" المحلية نشرت أمس نقلاً عن مصادر سياسية من داخل الحركة نفياً لصحة هذا الأمر. وبحسب المصادر نفسها، فإن "حماس داخل مؤسساتها المختلفة سواء على مستوى القيادة السياسية في الداخل أو الخارج، لم تبحث مثل هذا الخيار على الأقل في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن "حماس لا تتعامل بخيار الإقصاء السياسي لشركائها من كافة الفصائل، على الرغم من الخلافات السياسية المختلفة".

وأوضحت المصادر المصرية لـ"العربي الجديد"، أن عباس قال إنه حتى الآن لم يُنفذ ما توعّد به "حماس"، مضيفاً: "تحمّلنا الكثير ولكن إذا استمرت تصرفات حماس فإننا لن نستمر في تحويل المبالغ المالية الملتزمة بها السلطة حتى الآن تجاه القطاع والمقدرة بـ96 مليون دولار شهرياً حتى تعلم تبعات تصرفاتها، وكذلك لن نسمح بمرور المنحة القطرية للقطاع".


وبدأ عباس زيارة إلى القاهرة يوم الجمعة، تستمر لمدة أربعة أيام، تتخللها مشاركته في افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، والمشاركة في قداس عيد الميلاد مساء الأحد.
وكان الرئيس الفلسطيني، قد أكد خلال لقاء مساء الجمعة مع عدد من الكتّاب الصحافيين المصريين على هامش زيارته إلى القاهرة، أن القضية الفلسطينية تمر بصعوبات بالغة، ومشاكل مستعصية، مع 3 جهات هي أميركا، وإسرائيل، و"حماس"، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية لن تستسلم حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء اتفاقية أوسلو. وقال، إنه قطع التواصل مع كل المسؤولين الأميركيين، بعد إصرارهم على التمسك بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل. وأضاف: "صفقة القرن خلصت، ولا يوجد أي شيء يمكن التفاوض عليه بعد إعلان أميركا القدس عاصمة لإسرائيل"، لافتاً إلى أنه منع المسؤولين الفلسطينيين من التواصل مع أي مسؤول أميركي، خلال الفترة الماضية. وتابع أن حل القضية الفلسطينية لن يتم إلا على ثلاثة مسارات، سياسي واقتصادي وأمني، ولا يمكن القبول بمسار منفصل عن الآخرين.

وعقد عباس أمس قمة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، بالإضافة إلى السفير الفلسطيني في القاهرة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أن السيسي أكد خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية، مشدداً على استمرار مصر في بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية. كما أكد السيسي، بحسب المتحدث، مواصلة مصر جهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على التغلب على كل الصعوبات التي تواجه تلك الجهود بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف راضي، أن عباس أشاد من جانبه بالمساعي المصرية المُقدرة في إطار جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. كما أكد حرصه على مواصلة التشاور والتنسيق المستمر مع مصر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وذكر راضي أن اللقاء شهد تباحثاً حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، واتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات المقبلة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني.

المساهمون