وحذر عباس، خلال كلمته، التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، من أن تحويل الصراع مع إسرائيل إلى صراع ديني، هو خطير على المنطقة والعالم واستقرارهما، كما حذر من مغبة ما يحاك للمسجد الأقصى من قبل إسرائيل، وعبر أذرعها الاستيطانية وحفرياتها، التي تستهدف القدس والأقصى وهويتهما العربية الإسلامية والوجود الفلسطيني فيها، فلا بد من التحرك قبل فوات الأوان.
وقال: "إننا لن نقبل بأية حلول مؤقتة أو جزئية، فهي مرفوضة ولا تعني شيئاً، ولن تغني في شيء، ومن ناحية أخرى، فإننا نعمل مع اللجنة الوزارية العربية، والأطراف الدولية ذات العلاقة، لتقديم مشروع قرار حول الاستيطان لمجلس الأمن في الوقت المناسب".
ورحب الرئيس الفلسطيني بالمشروع الفرنسي الرامي إلى تشكيل مجموعة دعم دولية، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وإنشاء آلية جديدة ومتعددة تعمل على إنهاء الاحتلال وفق حل الدولتين، على أساس حدود عام 1967 وجدول زمني واضح، ووفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ومبادرة السلام العربية.
وأشار عباس إلى أنه يحمل رسالة من الشعب الفلسطيني، الذي يتطلع إلى أمته المجيدة في الأقطار السبعة والخمسين، من أجل الوقوف إلى جانبهم وتمكينهم من إحقاق حقوقهم الوطنية والثابتة، ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليهم، بانتزاعهم من وطنهم، وتهجيرهم بالقوة، ولفت إلى أن إصلاح هذا الظلم يأتي بإنهاء الاحتلال وإزالة آثاره من مستوطنات وجدران عزل وفصل عنصري، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967.
وأضاف: "إن تفعيل قرارات القمم الإسلامية السابقة وتوصياتها أصبح ضرورة ملحة وواجبة، فالوضع لم يعد يحتمل الانتظار، خاصة في القدس؛ ولا بد هنا من الحث على تعزيز صناديق القدس ودورها وعملها خاصة في المدينة المقدسة، بحيث يلمسه المواطن المقدسي".
وتابع عباس: "إننا مستمرون في العمل بمنتهى الإخلاص لاستعادة وحدة أرضنا وشعبنا، وقد دعونا ولا زلنا ندعو من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تضم فصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، والذهاب لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية للخروج من حالة الانقسام والتشرذم، ولن نتخلى عن هذا الهدف".