أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، أنه أجرى قبل يومين محادثة هاتفية "بناءة" مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "الذي نقدر له هذه المبادرة، حيث أكد التزامه الكامل بعملية السلام وبحل الدولتين".
وأضاف عباس، في كلمة في رام الله، "أكدنا للرئيس ترامب مواقفنا الثابتة، وأننا مع السلام القائم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وأننا جزء من الشرعية الدولية، كما أكدنا موقفنا الرافض للإرهاب والتطرف، وسوف نستمر في التعاون معه للوصول إلى سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع، حيث تلقينا منه دعوة للاجتماع به في البيت الأبيض قريباً من أجل دفع عملية السلام قدما، وصولا إلى الحل الشامل والعادل".
من جهة ثانية، قال الرئيس الفلسطيني إن "المجتمع الدولي اليوم بات أكثر اقتناعاً بأن الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين هو سبب كل المصائب التي تعاني منها المنطقة والعالم، وأنه بدون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، فلن يتحقق السلام أو الأمن أو الاستقرار، وستظل المنطقة مفتوحة على خيارات شديدة الصعوبة".
وقال عباس: "لا نطلب المستحيل، ولا نسعى إلا إلى السلام القائم على الشرعية الدولية، وهذا السلام لن يتحقق طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على صدورنا، ورسالتنا لكل المجتمع الدولي اليوم أنه قد آن الأوان للاعتراف بدولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على أنه: "لن نسكت على الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية، بل سنواصل التصدي لها بكل بأس، وفق استراتيجياتنا الوطنية التي تعتمد العمل السياسي والقانوني، والمقاومة الشعبية السلمية، أساساً لأي تحرك في هذا الإطار، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة كاملة غير منقوصة".
إلى ذلك، جدد الرئيس الفلسطيني دعوته لحركة حماس للمصالحة وإنهاء الانقسام البغيض، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتنهي هذه الحالة الشاذة التي مر عليها عشر سنوات عجاف.
وعبر عباس عن أمله بأن تستجيب حركة حماس لما سماه "صوت العقل والضمير الوطني، لإنهاء الانقسام عبر صناديق الاقتراع"، التي هي الضمانة الوحيدة للمشاركة الإيجابية في بناء الوطن وتحقيق الاستقلال، علماً أننا أثبتنا خلال كل المراحل الماضية، أننا نتمتع بمصداقية لا يتطرق إليها الشك في النزاهة واحترام الممارسة الديمقراطية ونتائج الانتخابات".
ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أنه يعني بالمصالحة "تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالتزامات منظمة التحرير وتحضر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتنهي هذه الحالة الشاذة التي مر عليها عشر سنوات عجاف، (في إشارة للانقسام)"، وقال إننا "نجري الاستعدادات والمشاورات والتحضيرات الضرورية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، لتعزيز وحماية منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي بيتنا المعنوي، والممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".
إلى ذلك أكد الرئيس الفلسطيني على عدم السماح لأية مشاريع أو أفكار "تصفوية" أن تجهض المشروع الوطني الفلسطيني، وقال: "سنرفض أي حل ينتقص من حقوقنا وسيادتنا، بما في ذلك ما يتم تداوله هذه الأيام حول إقامة دولة في غزة"، وأضاف: "سنحارب هذه المؤامرات بكل طاقتنا، فلا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، وهي جزء من دولة فلسطين، ولن نسمح بفصلها عن جسدنا الفلسطيني الواحد".
ولفت إلى أن دولة فلسطين أصبحت حقيقة قانونية وسياسية لا يمكن تجاوزها، وأن الشعب الفلسطيني الذي انتزع هذه المكاسب والإنجازات بنضاله وتضحياته، وبعدالة قضيته ودعم أشقائه وأصدقائه، لن يفرط بها، ولن يتهاون لإنجاز الحرية وإنهاء الاحتلال وممارسة السيادة والاستقلال.