عام على سقوط الموصل ولا جديد

10 يونيو 2015
شكوك في جاهزية القوات الحكومية لتحرير الموصل (فرانس برس)
+ الخط -
حمّلت الحكومة المحلية في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، مسؤولية تأخر تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، واصفة دور الحكومة بـ "المتفرج".

ودعا رئيس مجلس محافظة نينوى، بشار كيكي، في مؤتمر صحافي عقد في مدينة القوش على الحدود بين المحافظة وإقليم كردستان، بمناسبة مرور عام على سقوط المدينة، حكومة العبادي إلى "اتخاذ قرارات ملموسة بشأن تحرير مدينة الموصل، وتحمل مسؤولياته تجاه النازحين والمحاصرين من قبل "داعش".

وأوضح أن الميزانية متوقفة، والتحرك الجاد والملموس لانطلاق معركة تحرير نينوى ما زال يتأجل دون مبررات مقنعة، والاستعدادات المدنية المرافقة للمعركة ما زالت خجولة لا تتعدى مساحات الورق الذي كتب عليه من قبل حكومة العبادي.

وشدد كيكي على ضرورة استثمار الجهد الدولي لدحر إرهابيي داعش في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أهمية الإسراع في صرف ميزانية العام الحالي، لإعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم، واتخاذها قواعد للانطلاق نحو تحرير باقي مناطق محافظة نينوى، مطالباً في الوقت نفسه بتحويل ملف النازحين بالكامل إلى رقابة الحكومة المحلية.

وكان نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، قد أكد أن معركة تحرير نينوى لم تلق الاهتمام المطلوب، مشيراً إلى وجود تقصير في تسليح أبنائها.

اقرأ أيضاً: وصول طائرات أميركية للمشاركة في معركة الموصل

في سياق متصل، قال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية اسكندر وتوت، إن القادة العسكريين وخلال لقائهم برئيس الوزراء، حيدر العبادي، أكدوا اكتمال كافة الاستعدادات بصورة شبه نهائية للقطعات التي ستتوجه لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" بعد شهر رمضان المقبل.

وأشار وتوت لـ "العربي الجديد" إلى أنه "بعد شهر رمضان المقبل، لن ولن يكون أي وجود لعناصر تنظيم داعش" في الموصل، مضيفا أن الحكومة المركزية دعت جميع عشائر وأهالي الموصل إلى المبادرة في قتال مسلحي التنظيم، ومساندة القوات الأمنية بمختلف صنوفها التي ستحرر المدينة" على حد قوله.

وكانت مدينة الموصل سقطت خلال ساعات قليلة بيد تنظيم داعش في العاشر من يونيو/حزيران من العام الماضي.

وانسحبت من الموصل حينها فرق عسكرية وشرطية كبرى، وتركت أسلحتها غنائم بيد التنظيم، لتعتبر هذه اللحظة فارقة في تاريخ العراق منذ احتلاله العام 2003.

اقرأ أيضاً: مساع عراقية برلمانية لإصدار قرار بوقف غارت التحالف

وبعد عام تقريباً، سقطت مدينة الرمادي في الأنبار بيد "داعش"، ليبدو المشهد مكررا لما حدث في الموصل، لكنّ مراقبين رأوا في سقوط الرمادي سيناريو معد مسبقا من قبل أطراف في حكومة العبادي، بهدف التمهيد لإحلال الحشد الشعبي مكان الجيش في محافظة الأنبار.

وبعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على العديد من محافظات العراق في شماله وغربه، نزح عدد كبيرة من سكان تلك المدن، وقال عضو لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي النائب، أحمد عطية، أن أعداد النازحين المسجلين لديهم، بلغت ثلاثة ملايين ومئتي ألف نازح، معظمهم من محافظة نينوى.

وبحسب اليونيسيف، فإن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون لمساعدة إنسانية عاجلة، كما أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات ستتوقف قريباً عن النازحين بالعراق؛ في حال لم يتمكنوا من جمع التبرعات المطلوبة، وأن أعداد النازحين والذّين بحاجة إلى مساعدة، سترتفع إلى عشرة ملايين قريبا.

اقرأ أيضاً: الأبارتهايد العراقي: التملك في بغداد ممنوع على النازحين

المساهمون