عاموس عوز.. عندما يموت كاتب صهيوني

28 ديسمبر 2018
(عاموس عوز مع مجرم الحرب إسحاق شامير عام 1984)
+ الخط -

بمجرّد أن أعلنت اليوم وفاة الكاتب الصهيوني عاموس عوز اليوم، أعيد بث صورته كـ "مدافع عن السلام" و"يساري" يُساند إقامة "دولة فلسطينية"؛ دون أن يخبر أحدٌ القارئ، وخصوصاً القارئ العربي، أن عوز كان مع "دولة فلسطينية" ضرورية لترسيخ المشروع الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، والمحافظة على النقاء العرقي لـ"إسرائيل" كدولة يهودية.

عوز الذي كان بمثابة آلة دعاية أدبية متنقلة للمشروع الصهيوني هو ابن لعائلة ليتوانية بولونية جاءت في هجرة استيطانية إلى فلسطين، فولد عام 1939 في القدس المحتلة. وتقول سيرته أنه قاتل في جيش الاحتلال منذ 1957 وحارب في وحدة دبابات عام 1967، وعلى جبهة الجولان عام 1973. وقد أيّد عدوان "إسرائيل" على لبنان عام 2006 واعتبره "دفاعاً عن النفس"، وعدوانها على غزة عام 2009 ووصف المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب". كما كان مقرّباً من قادة الكيان الصهيوني، ومن بينهم مجرم الحرب شمعون بيريس سفّاح مجزرة قانا (استشهد فيها 106 مدنيين لبنانيين غالبيتهم من الأطفال والنساء)، ومُسمِّم صحراء النقب بمفاعل نووي يعتبر من أبرز "إنجازاته".

نُقلت بعض أعمال عوز إلى العربية بترجمات مموَّلة في محاولة لتصديره إلى القارئ العربي باعتباره "روائياً كبيراً" كما انفكت تحاول تصديره آلة الدعاية الصهيونية العالمية؛ في حين أن أية محاولة لتفحّص أدبه ستقول - وبعيداً عن الخداع الأيديولوجي الذي يمارسه، والأبعاد الاستعمارية - أنه كاتب متوسط القيمة تم تضخيم حجمه الأدبي لأسباب سياسية معروفة.


المساهمون