عاطلون عن العمل يعتصمون أمام مكتب حاكم الخرطوم

08 يونيو 2014
طالب الشباب الحاكم بتوفير فرص العمل (العربي الجديد)
+ الخط -

اعتصمت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل أمام رئاسة مباني حاكم الخرطوم لتنفيذ مبادرة أطلق عليها اسم "أنا عاطل/ ة". وحمل الشباب لافتات تطالب الحاكم بتوفير فرص عمل لما يقارب من المليون متخرّج عاطل عن العمل.

وقرّر المتخرجون الذين تجمعوا أمام مقر الولاية يوم الاحد الاعتصام الى حين مجيء حاكم الخرطوم عبد الرحمن الخضر، لاسيما أن مبادرتهم للتجمع انطلقت من تصريح للحاكم الأسبوع الماضي طالب فيه كل باحث عن العمل أن يأتيه الى مكتبه.

هكذا انطلقت مبادرة "أنا عاطل/ة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وشاركت فيها مجموعة من المتخرجين الشباب. ووزعوا الاستمارات لكل عاطل عن العمل لتسجيل الاسم والمؤهل التعليمي وغيرها من البيانات. 

وحمل المتجمّعون لافتات كتب عليها "إحنا جينا للشغلة القلتها لينا" و"8 يونيو اليوم الوطني للعطالة"، و"عاطل ولا تكلمني .. الوالي مواعدني حيشغلني"، وغيرها.

حاول المسؤولون في الولاية استقبال المتجمّعين بشكل رحب وتقديم استمارات التمويل والتحدث الى الشباب الغاضب وسمحوا لوسائل الاعلام بالتّسجيل إلى أن تطورت القصة وازدادت أعداد المتجمهرين وظهر عناصر الأمن الذين طلبوا من عدد من القنوات الفضائية الاكتفاء بما تم تصويره. كما طلبوا من المعتصمين مغادرة المكان باعتبار أن رسالتهم وصلت، إلا أن الشباب أكدوا أنهم مستمرون في الاعتصام الى ان يأتيهم حاكم الولاية.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد" تقول رانيا التي جاءت حاملة شهادتها الجامعية إنها تخرّجت منذ العام 1998، أي منذ 16 عاماً، من إحدى الجامعات السودانية ولم تحصل على وظيفة في الدولة رغم أن مؤهلها كان "جيد جداً" مع مرتبة الشرف الأولى. وتؤكد أنها حاولت كل الوسائل مع مشروع "التمويل الأصغر" وفشلت فيها وفقدت معها جهداً ووقتاً. تضيف بغضب: "نحن نبحث عن وظيفة فقط"، متسائلة كيف لمتخرج لا يملك أجرة المواصلات أن يّطلب منه إنشاء شركة.   

أما خالد بحر مطلق مبادرة "انا عاطل/ ة" فيقول إن "في العاصمة قرابة المليوني عاطل عن العمل، الأمر الذي يحتّم أن يكون أمر توظيفهم أولوية لحاكم الخرطوم". ويؤكد أنهم سيبقون معتصمين أمام مباني الحكومة إلى أن يحضر الحاكم عبد الرحمن الخضر ويقف على مأساتهم. وينتقد بحر مشروع "التمويل الأصغر"، مؤكداً أنه يحاط بالبيروقراطية القاتلة ويمنح عبر معايير محددة، لافتاً إلى أن "تلك المشاريع مجرد تسويف ولا تلبّي طموحات الشباب الباحث عن العمل".

ويقول المتخرج حسن مصطفى: "نحتاج لمشاريع حقيقية، أما مشاريع التمويل الأصغر فهي مجرد صيغ تمويل مصرفية تدخل الشباب الى السجون في ظل التضخم الماثل الآن في البلاد"، مطالباً بتوظيف المتخرجين الذين تمتد سنوات تخرّج بعضهم إلى 15 عاماً. 

ويشرح مدير "مؤسسة التنمية وتشغيل الخريجين" في حكومة الولاية سامي الدين محمد سعيد لـ"العربي الجديد" أن "مشروع التمويل الأصغر للخريجين جاء استجابة لدعوة حاكم الخرطوم إلى تشغيل الخريجين عبر إتاحة فرص التمويل للشباب الباحث عن فرص عمل عبر توفير عدد من المشاريع".

ويشير إلى أن العدد المستهدف يصل إلى مئة الف متخرج عاطل عن العمل. كما يؤكد أن التمويل يراوح من عشرة الى عشرين ألف جنيه سوداني مع إتاحة ذات الارقام للمجموعات. كذلك يعتبر أن شروط وضمانات التمويل ميسّرة وعلى رأسها إعداد دراسة جدوى لمشروعات منتجه ودفع نسبة من الربح تبلغ 15 بالمئة سنوياً.

المساهمون