عاصفة غبارية تضرب مخيم الركبان وتتسبب بحالات اختناق في صفوف الأطفال

25 مايو 2019
العاصفة ليست الأولى من نوعها (تويتر)
+ الخط -

تعرّض النازحون المقيمون في مخيم الركبان أمس الجمعة، لـعاصفة غبارية استمرت منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الليل.

وهذه العاصفة ليست الأولى من نوعها، فالمخيم الواقع في منطقة الـ"55" في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، يتعرض لهذا النوع من العواصف مع ارتفاع درجات الحرارة، 
وبلوغها معدلات قياسية في المنطقة الصحراوية الواقع فيها.

يقول الناشط عماد غالي الذي رصد حال المخيم أمس خلال العاصفة لـ"العربي الجديد": "العاصفة بدأت في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة واستمرت إلى فترة ما بعد العشاء، أثناء العاصفة كنت مضطراً لمراجعة مستوصف شام الطبي بسبب سعال شديد أصابني من جراء الغبار، وهناك التقيت الكثير من الأطفال تم نقلهم من قبل أهاليهم للمستوصف، لإصابة بعضهم بنوبات ربو وآخرين كانوا بحاجة لأجهزة رذاذ بسبب صعوبة التنفس".

ورجّح المتحدث عدد الأطفال "بنحو 20 طفلاً قد أصيبوا بحالة اختناق فقط في المستوصف الذي راجعته، أما المستوصف الثاني فلا علم لدي كم استقبل من الحالات".

وبيّن أن العاصفة مزقت أيضاً أغطية المنازل الطينية إضافة لبعض الخيام، فالهواء الذي ضرب المخيم كان عاصفاً والغبار كان خانقاً بشكل كبير، حتى إن شباناً تأثروا أمس به ولا مراكز صحّية هنا مجهزة لتقديم الخدمات لهم.

من جهته، أوضح عضو تنسيقية تدمر والمقيم في المخيم خالد الحمصي لـ"العربي الجديد"، أن الوقاية من هذه العواصف بالنسبة للنازحين في المخيم هو أمر بالغ الصعوبة، فبيوت المخيم والخيام به تفتقر لأي تجهيزات تمنع ذلك، النوافذ والأبواب بدائية جداً وكذلك الأسقف التي تغطى بأغطية بلاستيكية - شوادر، لا تمنع دخول رمال الصحراء ولا تحمي من الهواء الحارّ أو الغبار.

ويتساءل الحمصي عن الجهة التي قد تقدم عوازل للنازحين: "الأمم المتحدة عاجزة عن تسيير قافلة مساعدات إنسانية تضع حداً للمجاعة، فكيف لها أن تقدم للنازحين هناك عوازل تقيهم حرارة الصحراء وعواصفها الغبارية، ليبقى النازحون أمام تحدي المجاعة من جهة وتخاذل المجتمع الدولي من جهة ثانية".

من جانبه يقول الخمسيني محمد أبو فهد: "الصحراء تحيط بنا على مد النظر، وليس فيها سوى الرمال والحصى، وأي هبوب ريح يحمل لنا الرمال والغبار".

ويتابع: "في تدمر كنا نغلق نوافذ منازلنا وأبوابها ونبقى داخلها حتى يزول العجاج (العاصفة الرملية)، هنا لا شيء يقف بطريقه (...) الحياة هنا قاسية ومؤلمة، إننا نعيش على حافة الموت فلا نموت بسلام ولا نستطيع أن نحيا بسلام".


وبدأ حصار المخيم بشكل فعلي في شهر يونيو/ حزيران من عام 2018، والوضع الإنساني للنازحين في المخيم يتفاقم منذ ذلك الحين. وبحسب آخر التقديرات، يضم مخيم الركبان الواقع في المنطقة المنزوعة السلاح قرب الحدود السورية الأردنية، المعروفة بمنطقة الـ"55" قرابة 45 ألفاً من النازحين، معظمهم من مدن وبلدات ريف حمص الشرقي، الذين توجهوا للمخيم مع سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم في عام 2015، وهؤلاء النازحون يفتقرون لأدنى مقومات الحياة مع تحذيرات من الأمم المتحدة من مجاعة قد بدأت تفتك بالنازحين هناك.

المساهمون