دعت عائلة الأسير الفلسطيني والقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر عدنان موسى، من سكان بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الدول العربية والجهات المؤثرة، إلى ضرورة التدخل لإنقاذ حياة ابنها والإسراع بحل قضية إضرابه عن الطعام والإفراج عنه، خصوصاً في ظل محاولة الاحتلال الإسرائيلي تلفيق قضية مفبركة ضده منذ اعتقاله قبل أكثر من تسعة شهور.
وقال عدنان موسى، والد الأسير خضر لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة تضامن مع خضر، والأسيرات الفلسطينيات، التي نظمت على ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، مساء اليوم الإثنين، إن "ابني خضر مضرب عن الطعام منذ 37 يوما ضد تلفيق الاحتلال قضية مفبركة ومزورة نسبت له قبل 9 شهور، وادعوا وجود 11 شاهدا عليه ولم يأتوا بالشهود".
وأكد عدنان موسى أنه لا توجد أي حوارات بين خضر وإدارة سجون الاحتلال، وأن ما يحدث الآن هو معركة تحدٍ و"كسر عظم"، والاحتلال نقل خضر لمستشفى الرملة بدلاً من مستشفى مدني، رغم فقدانه 20 كيلوغراماً من وزنه، بسبب استمراره بالإضراب عن الطعام، وعدم تناوله المدعمات أو إجراء فحوص طبية ولا يتناول سوى الماء. وطالب الوالد بالإفراج عن ابنه، علما بأن الاحتلال يواصل منعه من لقاء أي طبيب فلسطيني أو محام، وحتى عائلته ممنوعة من زيارته.
ومن المفترض أن تعقد جلسة محاكمة للأسير خضر عدنان في 22 من أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري. وكان من المقرر عقدها في الثاني منه، ولكن رفض الاحتلال نقله للمحكمة بواسطة مركبة إسعاف سبّب تأجيل الجلسة، وربما لن يستطيع الحضور إلى جلسة المحكمة المقبلة، بحسب والده.
وناشد والد الأسير خضر عدنان الإعلاميين وأصحاب الضمائر الحرة والأمين العام للأمم المتحدة والقادة والرؤساء العرب والجميع مساندة ابنه خضر، المضرب لأجل الحرية. وقال: "هو يحب الحياة ويحب أبناءه".
وفي كلمة له خلال الوقفة، قال والد الأسير خضر إن "الاحتلال يتعمد منع الإعلام من تناول قضية ابني خضر، وبكل الطرق يمنع المحامين والأطباء والصليب الأحمر من زيارة ولدي خضر في سجنه، فالمعركة بين خضر والاحتلال معركة كسر عظم".
وطالب عدنان موسى السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس أن يقف مع ابنه خضر كما وقف في المرات السابقة، وأن يحرك الإعلام الرسمي والدولي بهذه القضية، واصفاً ابنه بـ"أيقونة فلسطين، ويرفع الرأس".
وأوضحت رندة موسى زوجة الأسير خضر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن معنويات زوجها عالية برغم مواصلته لإضرابه، مستهجنة "التعتيم الإعلامي المقصود" بحق زوجها. وقالت: "هناك تعتيم إعلامي محلي حول قضيته أيضاً، لذا لا بد من تفعيل قضيته محلياً بزخم أكبر، فحين يرى الاحتلال الوقفة الجادة معه عندها يكون لإضراب زوجي تأثير أقوى".
وفي كلمة لحركة "الجهاد الإسلامي" خلال الوقفة، التي ألقاها الأسير المحرر محمد علان، قال: "ما يحدث مع الأسيرات داخل سجون الاحتلال من وضع للكاميرات داخل أقسام السجن وفي الممرات يتطلب وقفة جادة".
وشدد علان على أن "الأسير خضر عدنان لا يضرب لمسألة شخصية، ولكن من أجل عقيدته ووطنه ولأجل الشعب الفلسطيني، وهذا يستدعي وقوف الجميع لنصرته". وأكد علان أن "الشعب الفلسطيني وحركة "الجهاد الإسلامي" لن يغفروا للاحتلال إذا حدث أي مساس بحياة خضر عدنان، وإن مسه أي شيء فستفتح على الاحتلال أبواب جهنم، لأن المقاومة خلف الأسرى".
ودعا علان السلطة الفلسطينية لقطع جميع العلاقات مع الاحتلال حتى تزال الكاميرات عن أقسام الأسيرات، والإفراج عن خضر عدنان وبقية الأسرى.
وقال الناشط عمر عساف، في كلمة له، إن "الأسير خضر عدنان نموذج للعطاء والتضحية والفداء، فقد ضرب مثالاً للأسرى في السجون وأجبر الاحتلال على التراجع"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني وفيّ لخضر عدنان وكل الأسرى والشهداء.