يبدو أن عدد المشرّدين في نيويورك إلى ارتفاع. فبحسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن بلدية المدينة، ازدادت نسبة المشردين في نيويورك بنحو 14 في المائة خلال العام الماضي، ليصل عدد الذين يعيشون في ما يعرف بالملاجئ الخاصة بالمشردين إلى 60 ألفاً و352 شخصاً. رقمٌ لا يعكس عدد المشردين الحقيقي، لأنّه يعتمد فقط على أولئك الذين يعيشون في هذه الملاجئ، ولا يأخذ بعين الاعتبار أولئك الذين ينامون في الشوارع أو محطات المترو أو الحدائق العامة.
يُحكى أن المشردين في غالبيتهم مدمنون على المخدرات والكحول، بالإضافة إلى كونهم عاطلين عن العمل. لكن هذه الصورة النمطية لا تعكس الحقيقة الكاملة. إذ تُشير الإحصائيات إلى أن 80 في المائة من المشردين (60 ألفاً و352 شخصاً) الذين يعيشون في ملاجئ المدينة هم من العائلات، بينهم نحو 25 ألف طفل. كذلك، فإن لدى ثلث هذه العائلات معيل. لكن ما يتقاضوه لا يكفي لإعالة العائلة ودفع بدل إيجار البيت، لينتهي المطاف بهذه العائلات في الملاجئ الخاصة بالمشردين.
تعيش ريبيكا (27 عاماً)، وهي أم لطفلين، في أحد هذه الملاجئ. تعمل في مصرف في منطقة مانهاتن. لكن راتبها لا يكفيها لدفع بدل إيجار شقة في منطقة كوينز أو البرونكس، علماً أنهما الأرخص.
تقول لـ "العربي الجديد": "خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت بدلات الإيجار بشكل كبير. لم أعد قادرة على دفع نحو ألف وخمسمائة دولار بدل إيجار شقة مكونة من غرفتين فقط". توضح أنها وجدت نفسها مضطرة لإخلاء الشقة. بعدها، حاولت الانتقال إلى استوديو، لكن بدل إيجاره كان مرتفعاً أيضاً. تضيف: "انتقلت للعيش مع عائلتي. لكن كثرة المشاكل العائلية دفعتني إلى تركها في نهاية المطاف. أخيراً، وجدت نفسي ألجأ إلى ملاجئ المشردين". لكنها تلفت إلى تراجع طفليها في المدرسة، منذ انتقالهم إليها.
وكانت قد صدرت دراسة أخيراً حول أوضاع ملاجئ المشرّدين المخصصة للعائلات في نيويورك، والتي تديرها البلدية أو مؤسسات خاصة بتكليف من البلدية، ويصل عددها إلى أكثر من 145، وكشفت أنها تعاني من نقص في الخدمات الصحية الأساسية والأمن والنظافة وغيرها، حتى أن بعضها غير صالح للسكن. وأعد التقرير قسم التحقيقات التابع للبلدية، بناء على طلب عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلازيو، الذي تعهد منذ انتخابه عام 2013 بتقليص الفروقات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة.
ولفت التقرير إلى أنه بعد معاينة 25 ملجأً مخصصاً للعائلات المشردة في المدينة، سُجلت أكثر من 600 مخالفة، موضحاً أنه يفترض أن توفّر هذه الملاجئ العيش الكريم، بهدف مساعدة العائلات المشردة على الاستقرار، ويكون الأطفال قادرين على الدراسة والأهل على العمل، فيستطيعون ترك الملجأ بعد فترة. ولا توفر هذه الأماكن الأمان الذي تفتقد إليه العائلات المشرّدة. أيضاً، أشارت الدراسة إلى أن بعض هذه الملاجئ لا تراعي الشروط الصحية الأساسية. ففي بعضها جرذان، وتوضع حاويات لجمع النفايات في الممرات المؤديّة إلى الشقق. كما أن المصاعد في إحدى الأبنية كانت معطلة لمدة طويلة، باستثناء واحد كان مليئاً بالأوساخ. أكثر من ذلك، فإن هذه الملاجئ غير آمنة للأطفال والنساء، ويقطن فيها نحو 12 ألف عائلة مشردة.
وأوصى التقرير بالبدء بخطوات سريعة للتعامل مع هذه المشاكل، بالإضافة إلى وضع خطط بعيدة المدى من أجل تحسين أوضاع المشردين التي تدهورت على مدى السنوات الأخيرة، وخصوصاً في فترة حكم عمدة نيويورك السابق الملياردير مايكل بلومبرغ، الذي قلّص المعونات المخصصة للعائلات الفقيرة والمحتاجة بالإضافة إلى تقليصه عدد المساكن ذات الأجور المنخفضة، ما أدى إلى زيادة أعداد المشردين في إحدى أغنى مدن العالم، ومركز أميركا الاقتصادي.
وفي الوقت الذي يتوجه فيه أغنياء العالم إلى نيويورك لشراء عقارات وشقق بهدف الاستثمار، علماً أنها تبقى خالية في معظم الوقت، يجد بعض سكان نيويورك أنفسهم، وخصوصاً الفقراء منهم، بالإضافة إلى بعض المنتمين إلى الطبقة الوسطى، مهددين بالتشرّد.
وتجدر الإشارة إلى أن عمدة نيويورك بيل دي بلازيو كان قد وضع خطة ترمي إلى إخراج خمسة آلاف عائلة من الملاجئ، ومساعدتها على العودة إلى الحياة واستئجار منازل وتأمين الاستقرار لأطفالها.
يُحكى أن المشردين في غالبيتهم مدمنون على المخدرات والكحول، بالإضافة إلى كونهم عاطلين عن العمل. لكن هذه الصورة النمطية لا تعكس الحقيقة الكاملة. إذ تُشير الإحصائيات إلى أن 80 في المائة من المشردين (60 ألفاً و352 شخصاً) الذين يعيشون في ملاجئ المدينة هم من العائلات، بينهم نحو 25 ألف طفل. كذلك، فإن لدى ثلث هذه العائلات معيل. لكن ما يتقاضوه لا يكفي لإعالة العائلة ودفع بدل إيجار البيت، لينتهي المطاف بهذه العائلات في الملاجئ الخاصة بالمشردين.
تعيش ريبيكا (27 عاماً)، وهي أم لطفلين، في أحد هذه الملاجئ. تعمل في مصرف في منطقة مانهاتن. لكن راتبها لا يكفيها لدفع بدل إيجار شقة في منطقة كوينز أو البرونكس، علماً أنهما الأرخص.
تقول لـ "العربي الجديد": "خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت بدلات الإيجار بشكل كبير. لم أعد قادرة على دفع نحو ألف وخمسمائة دولار بدل إيجار شقة مكونة من غرفتين فقط". توضح أنها وجدت نفسها مضطرة لإخلاء الشقة. بعدها، حاولت الانتقال إلى استوديو، لكن بدل إيجاره كان مرتفعاً أيضاً. تضيف: "انتقلت للعيش مع عائلتي. لكن كثرة المشاكل العائلية دفعتني إلى تركها في نهاية المطاف. أخيراً، وجدت نفسي ألجأ إلى ملاجئ المشردين". لكنها تلفت إلى تراجع طفليها في المدرسة، منذ انتقالهم إليها.
وكانت قد صدرت دراسة أخيراً حول أوضاع ملاجئ المشرّدين المخصصة للعائلات في نيويورك، والتي تديرها البلدية أو مؤسسات خاصة بتكليف من البلدية، ويصل عددها إلى أكثر من 145، وكشفت أنها تعاني من نقص في الخدمات الصحية الأساسية والأمن والنظافة وغيرها، حتى أن بعضها غير صالح للسكن. وأعد التقرير قسم التحقيقات التابع للبلدية، بناء على طلب عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلازيو، الذي تعهد منذ انتخابه عام 2013 بتقليص الفروقات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة.
ولفت التقرير إلى أنه بعد معاينة 25 ملجأً مخصصاً للعائلات المشردة في المدينة، سُجلت أكثر من 600 مخالفة، موضحاً أنه يفترض أن توفّر هذه الملاجئ العيش الكريم، بهدف مساعدة العائلات المشردة على الاستقرار، ويكون الأطفال قادرين على الدراسة والأهل على العمل، فيستطيعون ترك الملجأ بعد فترة. ولا توفر هذه الأماكن الأمان الذي تفتقد إليه العائلات المشرّدة. أيضاً، أشارت الدراسة إلى أن بعض هذه الملاجئ لا تراعي الشروط الصحية الأساسية. ففي بعضها جرذان، وتوضع حاويات لجمع النفايات في الممرات المؤديّة إلى الشقق. كما أن المصاعد في إحدى الأبنية كانت معطلة لمدة طويلة، باستثناء واحد كان مليئاً بالأوساخ. أكثر من ذلك، فإن هذه الملاجئ غير آمنة للأطفال والنساء، ويقطن فيها نحو 12 ألف عائلة مشردة.
وأوصى التقرير بالبدء بخطوات سريعة للتعامل مع هذه المشاكل، بالإضافة إلى وضع خطط بعيدة المدى من أجل تحسين أوضاع المشردين التي تدهورت على مدى السنوات الأخيرة، وخصوصاً في فترة حكم عمدة نيويورك السابق الملياردير مايكل بلومبرغ، الذي قلّص المعونات المخصصة للعائلات الفقيرة والمحتاجة بالإضافة إلى تقليصه عدد المساكن ذات الأجور المنخفضة، ما أدى إلى زيادة أعداد المشردين في إحدى أغنى مدن العالم، ومركز أميركا الاقتصادي.
وفي الوقت الذي يتوجه فيه أغنياء العالم إلى نيويورك لشراء عقارات وشقق بهدف الاستثمار، علماً أنها تبقى خالية في معظم الوقت، يجد بعض سكان نيويورك أنفسهم، وخصوصاً الفقراء منهم، بالإضافة إلى بعض المنتمين إلى الطبقة الوسطى، مهددين بالتشرّد.
وتجدر الإشارة إلى أن عمدة نيويورك بيل دي بلازيو كان قد وضع خطة ترمي إلى إخراج خمسة آلاف عائلة من الملاجئ، ومساعدتها على العودة إلى الحياة واستئجار منازل وتأمين الاستقرار لأطفالها.