أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بات يهدد المنطقة والعالم. مشيراً إلى ضرورة القضاء على ظاهرة التطرف والإرهاب، لكن بجهود إقليمية تتبناها دول المنطقة ويدعمها المجتمع الدولي، وليس العكس.
وقال ظريف في حوار مع قناة "بي بي أس" الأميركية نشرت تفاصيله مواقع وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية، إنّ إيران تتعاون مع الحكومة العراقية، ومع مسؤولي إقليم كردستان العراق، لأن التنظيم يتشكّل من العديد من الأجانب الذين يعدّون خطراً على كل دول المنطقة، في إشارة منه إلى أن إيران تقدّم دعمها للعراق، من هذا المنطلق.
ولم يشر ظريف إلى تفاصيل هذا التعاون والدعم، في الوقت الذي صدرت فيه تصريحات إيرانية سابقة تؤكّد تقديم استشارات للمسؤولين العراقيين. وفي ردٍّ على سؤال حول رأيه في طريقة التعامل الدولي مع (داعش)، والتي فضلت الولايات المتحدة عبره تنفيذ ضربات جوية وإرسال العتاد والتجهيزات وتقديم الاستشارات، قال إنّ على العراقيين تحقيق هدفهم بتحرير أراضيهم بأنفسهم، وعلى الجميع المساندة. مشيراً إلى "ضرورة إيقاف دعم وتسليح بعض المجموعات من قبل العديد من دول المنطقة والعالم، فهو ما سيحولها إلى تهديد مشابه مستقبلاً".
وكانت طهران قد أعلنت سابقاً، على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي، أن الولايات المتحدة وجهت دعوة رسمية لإيران للمشاركة في التحالفات الدولية لمحاربة "داعش"، غير أنها رفضت ذلك. وفي هذا السياق، قال ظريف إن "السبب يعود لعدم الثقة في النوايا الأميركية"، في الوقت الذي يستمر فيه تسليح بعض مجموعات المعارضة السورية، وهو ما تعتبره طهران بعيداً عن هدف القضاء على (داعش)، مما يعني التخطيط لضرب سورية، حسب تعبيره.
وعن الملف النووي الإيراني، أشار ظريف إلى أنّ بلاده تريد فتح صفحة جديدة ولا تريد إبقاء التوتر على حاله مع الغرب، وهذا يكون عبر الحوار وإيقاف سياسة العقوبات، في الوقت الذي يتعين على الجميع أن يقتنع بعدم وجود نية إيرانية لامتلاك سلاح نووي. مشيراً إلى أن "بلاده لا تمانع في وجود صيغة تعامل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الوقت الذي تدرك فيه وجود محددات من الداخل الأميركي، حيث يرفض الجمهوريون منح الثقة لإيران، وهو ما يصعّب الأمور".
وعلى الرغم من عدم وجود حوار مباشر بين طهران وواشنطن خارج إطار النووي، إلا أنه بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام مجلس الأمن الدولي، والذي رأى فيه أنه يمكن أن يكون لإيران دور في محاربة التطرف والإرهاب في المنطقة، توقع كثيرون إقامة طاولة حوار مرتقبة بين الطرفين.
لكن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن البلدين لم يدخلا في حوار حول (داعش) أو حول العراق حتى الآن، رغم الجلسة الثنائية التي جمعت البلدين يوم الخميس في نيويورك على هامش المحادثات النووية بين إيران والسداسية الدولية، إلا أنها كانت جلسة تتعلق بالملف النووي، حسب التصريحات المعلن عنها.
من جهة ثانية، فإن هناك محددات داخلية في إيران قد تنتقد أي حوار إيراني أميركي في هذا الصدد، أو تقف بالمرصاد للقاء قد يجمع بين الرئيس حسن روحاني ونظيره باراك أوباما على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي سيعقد بعد أيام.
وفي هذا الإطار، قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، إن أي لقاء بين روحاني وأوباما خلال هذه المرحلة، التي ما تزال فيها خلافات كثيرة مع واشنطن، أمر يصب في المصلحة الأميركية وليس الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، عن شيخ الإسلام، قوله إن كيري اتهم إيران مراراً بدعم الإرهاب، واعتبره سبباً لا يسمح بدعوتها للمشاركة في التحالف الدولي ضدّ "داعش". وأضاف أن واشنطن باتت بحاجة للدور الإيراني المؤثر في العراق وفي المنطقة، وهو ما غير رأي كيري على العلن.
كما اعتبر شيخ الإسلام أنه لا يوجد أي ضمانات لتحسين العلاقات الإيرانية الأميركية مستقبلاً، متسائلاً "حتى لو عقد لقاء بين رئيسي البلدين، فهل ستغير واشنطن وجهة نظرها حول حزب الله مثلاً؟ وهل ستمتنع عن التصريح بأن إيران تدعم هذا الحزب الذي يمثل إرهاباً بالنسبة لها؟"، مشيراً إلى أنه لا يمكن الثقة في طرف داعم لإسرائيل في كل المحافل الدولية.