ظريف في بغداد: وساطة عراقية بين إيران والسعودية؟

19 يوليو 2020
ظريف يلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية يلتقي خلالها المسؤولين العراقيين، على رأسهم رؤساء الرئاسيات الثلاث، وذلك قبل يوم من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى السعودية، يتّجه بعدها إلى إيران، في ثاني محطات جولته الخارجية الأولى.
وبعد وصوله إلى مطار بغداد، زار ظريف مكان اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق، الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، لـ"أداء واجب الاحترام" لهما، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام في مطار بغداد، قال ظريف إن زيارته "تشكل فرصة جيدة للغاية بالنظر لزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران، يوم الثلاثاء، لعمل التنسيقات اللازمة بشأنها"، مشيراً إلى أنه سيلتقي خلال الزيارة مع رؤساء الرئاسيات الثلاث، ونظيره العراقي فؤاد الحسين، ورئيس "الحشد الشعبي" فالح الفياض، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ورؤساء أحزاب سياسية. 

زار ظريف مكان اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق، الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس

وفي مؤتمر صحافي مشترك، عقده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره الإيراني جواد ظريف، أكد الأول، أن "العراق يرغب في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار، انطلاقاً من المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأن ظريف أكد لي رغبة بلاده في عراق قوي".
وشدّد على "ضرورة إبعاد العراق والمنطقة عن التطورات الدولية، وحماية السيادة الوطنية للبلاد"، مؤكداً "راجعنا خلال اللقاء مع ظريف تراجع التبادل التجاري، والزيارات الدينية".
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيزور إيران خلال الأيام المقبلة".

 

بدوره، أكد  ظريف أن "العلاقات الإيرانية مع العراق عميقة وتاريخية، وقد تعمقت أكثر في الحرب ضد تنظيم داعش، وأن هذه العلاقات لن تتزعزع، ونسعى إلى تعزيز العلاقات المشتركة لتشمل كافة المجالات"، مبيناً أن "إيران تريد عراقاً يتمتع بالأمن والسلام الدائم"، موضحاً أن "الاتفاقات الكثيرة بين العراق وإيران سيتم تفعيلها خلال الأيام المقبلة".
من جهته ثانية، ندّد ظريف بـ"عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني"، معتبراً أن "عملية الاغتيال جريمة كبرى ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية، وقد أثرت على جهود مواجهة الإرهاب".
وأضاف ظريف أنه سيجري في العراق مباحثات بشأن اتفاقيات تم التوصل إليها بين البلدين خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد في مارس/آذار 2019، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن "قضايا إقليمية وجرائم أميركا في المنطقة" واغتيال سليماني والمهندس. 
وفي وقت سابق، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، "بوصول ظريف إلى مطار بغداد، صباحاً، وكان في استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وعقد معه اجتماعاً لبحث عدد من الملفات"، مبيناً أن "ظريف سيلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين، وهم رؤساء الجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي، والوزراء مصطفى الكاظمي، فضلاً عن زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، وعدد من القيادات السياسية".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن "الزيارة تأتي في سياق تعزيز جهود العلاقات الثنائية بين البلدين"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الزيارة ستبحث التحديات المشتركة وإمكانية البناء على الفرص الممكنة، بما ينعكس على المصالح المشتركة".
بدوره، أكد السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، في تغريدة له، أن "الزيارة تهدف إلى تقوية العلاقات بين البلدين، في المجالات كافة".

ومن المقرر أن ينهي وزير خارجية إيران زيارته مساء اليوم الأحد.
وتعتبر زيارة ظريف اليوم هي الأولى لمسؤول إيراني رفيع منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت، أمس السبت، أن وفداً رفيعاً يرافق ظريف خلال الزيارة، مشيرة إلى أنه سيجري مباحثات مع المسؤولين العراقيين، من دون أن توضح الملفات التي سيناقشها الوزير الإيراني.

وكانت مصادر دبلوماسية عراقية رفيعة في بغداد كشفت، الثلاثاء الماضي، لـ"العربي الجديد"، عن زيارة ظريف إلى بغداد، مشيرة إلى أنه سيلتقي خلالها الرئاسات العراقية الثلاث، ويبحث جملة من الملفات بين البلدين، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى العراق خلال حكومة مصطفى الكاظمي.

وتثير زيارة ظريف تساؤلات عدّة حول أهدافها، كونها تسبق زيارة مرتقبة للكاظمي إلى طهران، وعن الأسباب التي تدفع الجانب الإيراني إلى إيفاد وزير خارجيته إلى بغداد وعدم انتظار وصول الكاظمي. ويستبعد أن تكون الزيارة لها علاقة بتوفير التمهيدات اللازمة لزيارة الكاظمي، إذ أن هذا الأمر يتطلب، وفق البروتوكولات الدبلوماسية، أن يوفد العراق وزير خارجيته إلى إيران وليس العكس.
لكن زيارة ظريف قد تكون لها علاقة بوساطة يقول مراقبون إن الكاظمي بصدد إطلاقها بين السعودية وإيران، إذ يصل إلى الأراضي العراقية قبل يوم من زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الرياض للقاء المسؤولين السعوديين في محطته الأولى ضمن جولة خارجية له.


وسبقت وساطة رئيس الوزراء الكاظمي المرجحة بين الرياض وطهران، وساطات أخرى قام بها رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خلال العام الماضي، ونقل الرجلان رسائل بين الطرفين، لكن جهودهما فشلت في تقريب وجهات النظر.