ظريف: تصريحات بومبيو تستند إلى "أوهام قديمة" وواشنطن باتت رهينة جماعات ضغط

23 مايو 2018
ظريف: كلام بومبيو عار عن الصحة (برايان ساندر/فرانس برس)
+ الخط -

وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، تصريحات وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بشأن إيران، بأنها "عارية عن الصحة" وتستند إلى "أوهام قديمة"، وقال إن واشنطن باتت رهينة جماعات ضغط.

وقال ظريف، في تصريحات صحافية صادرة على هامش اجتماع الهيئة الحكومية، إن تصريحات بومبيو "خارجة عن المنطق وغير محسوبة وواهمة، ولا تستحق الرد"، مشدداً على أنه كرر "مزاعم قديمة ضد طهران بلهجة أقوى وأقل تهذيباً".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "بومبيو وغيره من المسؤولين الأميركيين يعيشون في أوهام قديمة... لقد أصبحوا رهائن لجماعات ضغط فاسدة، وهو ما يعني أن السياسات الأميركية أصبحت مأجورة".

واعتبر ظريف أن واشنطن لا تستطيع التأثير على الإيرانيين الذين فرضت عليهم العقوبات، وحظرت سفرهم إليها، ما منعهم من لقاء عائلاتهم، مبرزاً أن "كل شعارات مسؤوليها لا تلقى ترحيباً إيرانياً"، حسب تعبيره.

ورأى المسؤول الإيراني أن الحفاظ على الاتفاق نال إجماعاً دولياً، موضحاً أن اجتماعاً سيُعقد في فيينا الجمعة دون أميركا لبحث سبل استمرار الاتفاق النووي، وقال "لن يجري بحث إلا هذا الملف، وأي موضوع آخر يدور الحديث عنه غير صحيح، ويأتي في إطار الحملة النفسية التي تستهدف طهران"، مضيفاً أن "واشنطن لا تستطيع إعاقة عمل اللجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق".

من ناحيته، قال رئيس اللجنة النووية وعضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، مجتبى ذو النور، إن تصريحات بومبيو تدخلٌ واضحٌ في الشأن الإيراني، مؤكداً أن "الملف العسكري والدفاعي غير قابل للتفاوض مع أي طرف كان"، محذراً من تبعات الإقدام على خطوة من هذا النوع. 

كما حذر ذو النور الولايات المتحدة من القيام بأي خطوة إزاء إيران، قائلاً "هذا لن يبقى دون رد"، ونقلت عنه وكالة "تسنيم" قوله إن "أميركا غير أهل بالثقة".

وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن، الإثنين، أن واشنطن ستمارس ضغطاً مالياً غير مسبوق على إيران، وأنها ستفرض عليها عقوبات قد تكون الأقوى في التاريخ، مطالباً إياها بإخراج قواتها من سورية.





وقال بومبيو، في كلمة ألقاها بمعهد "هيريتيج"، إن بلاده ستتعقب "شركاء إيران في المنطقة، وستقضي عليهم"، واصفاً العقوبات بأنها "ستزداد إيلاماً إذا لم تغير إيران سلوكها"، وأنها "لن تُخفَف قبل أن ترى واشنطن تحولاً ملموساً في السياسات الإيرانية".

وحدد بومبيو 12 شرطاً للتوصل إلى "اتفاق جديد" مع إيران، مع مطالب أكثر صرامة حول "النووي"، ووضع حد للصواريخ الباليستية والتدخل الإيراني في النزاعات الشرق أوسطية، مؤكداً أنه سيعمل مع البنتاغون والحلفاء في المنطقة لـ"ردع أي عدوان إيراني".

وتطرق بومبيو إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عام 2015، معتبراً أن هذا الانسحاب حصل "ليرتاح العالم من الاتفاق"، واصفاً إياه بـ"السيئ للولايات المتحدة وأوروبا والعالم". وقال إن أي "اتفاق جديد" مع إيران "يجب أن يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي"، محملاً الشركات التي ستستمر في التعامل مع إيران مسؤولية أفعالها.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن، في 8 مايو/أيار الجاري، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، والذي أبرمته طهران والدول الست (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) عقب مفاوضات ماراثونية استمرت من 26 مارس/آذار لغاية 2 إبريل/نيسان 2015.


باقري: لا ننتظر إذن أحد لتطوير قدراتنا

في سياق متصل، قال رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن قوات بلاده "في كامل جهوزيتها العسكرية وقدراتها الدفاعية"، و"لا تنتظر إذن أي طرف لتطوير مستواها". 

وفي كلمة له أمام البرلمان الإيراني ألقاها اليوم الأربعاء، أضاف باقري أن "قواتنا هي التي تدافع عن حدود إيران وشعبها وعن المصالح القومية، وستبقى تؤدي هذا الدور، وقد استطاعت تطوير نفسها، وساعدت الحلفاء في الإقليم"، مشيراً إلى حضور بلاده ودورها في بعض الدول، و"الذي جاء بناء على طلب حكوماتها، لا بغرض الهجوم عليها"، كما ذكر. 

واعتبر رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية أن "الإيرانيين يواجهون في الوقت الراهن امتحاناً صعباً، فأميركا نكثت بعهدها في الاتفاق النووي، ووصل أفراد جدد إلى إدارتها يحاولون فرض إملاءاتهم"، مضيفاً أن "أعداء إيران لا يقدرون على الدخول في حرب عسكرية، لكنهم يسعون لفرض ضغوطات اقتصادية ونفسية على الإيرانيين". 

ورأى أن الإيرانيين "قادرون على الصمود"، وأنهم يحافظون على وعودهم في الاتفاقيات، قائلاً إن "الظروف تغيرت، وإيران لم تعد كما السابق، وباتت لديها قدرات عسكرية متطورة، ولو لم يكن لديها ذلك لتغيرت الأمور في الوقت الذي يتواجد أعداؤها في المنطقة الخليجية ومضيق هرمز، ويدعمون "داعش" في سورية والعراق، ويقفون بوجه "حزب الله" والمقاومة في اليمن وعلى جبهات أخرى".