طهران تستأنف المحادثات النووية قريباً.. وتطوّر منظومة رصد التجسس

29 سبتمبر 2014
لا اتفاق حتّى الآن بين إيران والسداسية(جيم بورغ/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض عباس عراقجي، اليوم الإثنين، أنّ المحادثات النووية مع السداسية الدوليّة ستُستأنف خلال أقلّ من أسبوعين، في دولة أوروبية لم يحددها، وفق تصريحات نقلتها عنه وكالة "أنباء كيودو" اليابانية.

وكانت إيران قد أنهت جولة مفاوضاتها الأخيرة يوم الجمعة الماضي، وهي الجولة التي استمرت لعشرة أيام، ولم تخرج بنتائج حاسمة، باعتراف المسؤولين الإيرانيين، ويعود السبب إلى خلافات عالقة على الطاولة مع دول (5+1)، تتعلق أساساً بعدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران وإصرار الغرب على تعطيلها، وهو ما ترفضه طهران.

على صعيد منفصل، قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، الجنرال أمير علي حاجي زاده، إنّه تمّ تحليل المعلومات التي تحتويها الطائرة الإسرائيلية من دون طيار، والتي أُسقطت في شهر أغسطس/ آب الماضي؛ مؤكداً أنّه لم يتمّ إرسال أيّ معلومات إلى خارج إيران عبرها.

وبيّن حاجي زاده، في لقاء خاص نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الإثنين، أنّ "طائرة هرمس التي تمّ إسقاطها بصاروخ أرض-جو لدى اقترابها من مفاعل نطنز القريب من مدينة أصفهان وسط البلاد، تختلف عن بقية النماذج التي تمتلكها إسرائيل والمتعارف عليها".

وأوضح أنّ "الحرس قدم للحكومة الإيرانية تقريراً مفصلاً عن مسار هذه الطائرة، كي تتعامل مع الدولة التي سهّلت دخولها للأراضي الإيرانية"، من دون أن يذكر تفاصيل عن الأمر.

كما كشف قائد القوات الجويّة أنّ "بلاده طورت منظومة الرّصد والرادارات كي تكون قادرة على التقاط حركة أي طائرة تجسّس من دون طيار، تدخل إلى البلاد، فهذه الطائرات الصغيرة الحجم لا تصنع عادة من المعادن كي تكون غير قابلة للرصد عبر الرادارات التقليدية".

وأعلن حاجي زاده أن إيران تجهّز لمنظومة كاملة من طائرات من دون طيار، منوهاً بأنّ النموذج الذي عُرض سابقاً واستُنسخ عن طائرة (آر-كيو 170) الأميركية، سيكون جاهزاً للتحليق والعمل خلال عام واحد.

وكانت إيران قد أسقطت هذه الطائرة الأميركية بالقرب من الحدود الأفغانية شرقي البلاد، عام 2011، وبدأت بعدها بتطوير طائرات من دون طيار محليّة الصنع.

وعن التهديدات بتوجيه ضربة عسكريّة لإيران بسبب برنامجها النووي، قال حاجي زاده إن المنظومة الصاروخية التي تمتلكها البلاد قادرة على الردّ على أي عدوان، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا توقف تجسّسها على إيران، وتقوم من خارج البلاد برصد تحركات الصواريخ الإيرانية، حتى في المناورات التي تجريها إيران على مدى العام.

ولفت حاجي زاده إلى أنّ "أميركا بقواعدها القريبة من الأراضي الإيرانية، قادرة على رصد الحركة حتى 450 كيلومتراً داخل إيران"، لكّنه شدّد على أنّ موضوع المنظومة العسكرية الإيرانية، أمر غير قابل للنقاش ولا للطرح على أي طاولة مفاوضات مع الآخرين، معتبراً أن هذه المنظومة "حق البلاد الطبيعي".

وتأتي تصريحات حاجي زاده هذه، بعد تصريحات أخرى أعقبت جولة المفاوضات النووية التي عقدت في فيينا شهر يوليو/ تموز الماضي، وبعد زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران، إذ دار الحديث عن ضرورة التفاوض حول المنظومة الصاروخية التي تمتلكها إيران، وهو ما رفضته الأخيرة جملة وتفصيلاً، إذ صرّح الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق إن المنظومة العسكرية الإيرانية شأن داخلي، والمفاوضات تتعلق بالملف النووي وحسب.

المساهمون