طنجة تعاني من نقص في الدم... ونداءات للتبرّع

31 أكتوبر 2016
التبرّع بالدم ليس أمراً مخيفاً (شاندان خانا/ فرانس برس)
+ الخط -

تعاني مدينة طنجة، في شمال المغرب، نقصاً حاداً في مخزون بنوك الدم، الأمر الذي دعا المركز الجهوي لتحاقن الدم في المدينة إلى توجيه نداءات إلى المواطنين للتبرّع وسدّ النقص.

استجابة لتلك النداءات، استحدث ناشطون وسم #قبلت_التحدي ووسم #كن_إنسانا_ليس_أكثر على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. في هذا السياق، كتب محسن الصمدي على صفحته: "رغم معارضتي الشديدة لالتقاط الصور أثناء القيام بأعمال تبرعيّة أو خيريّة، إلّا أنّ في هذه المبادرة أو التحدّي بالخصوص كان من الضروري فعل ذلك. فالخصاص (النقص) الذي يعرفه مخزون الدم بالمدينة استوجب القيام بمبادرات جديدة وغير مسبوقة، من أجل إقناع الشباب بالتبرّع". وأضاف: "لذا واستجابة للمنشورات التي تحدّاني فيها صديقان، قمت اليوم بالتوجه إلى مركز الجهوي لتحاقن الدم بمدينة طنجة من أجل التبرّع، وبدوري أتحدّى أصدقاء آخرين من أجل القيام بنفس العمل (التبرّع، التقاط صورة، تحدّي أصدقاء آخرين)".

يهدف التحدّي إلى نشر ثقافة التبرّع بالدم لغايات إنسانيّة نبيلة، فيقول هيثم العطاوي، وهو أحد المتبرّعين ومطلق الحملة على فيسبوك: "دوافعنا إنسانيّة. بحكم عملنا مع المرضى والمصابين لمست أهمية التبرّع بالدم، ولا يوجد مصدر آخر غير التبرّع". والعطاوي الذي يعمل في مجال التدريب على الإسعاف والتمريض، يضيف لـ"العربي الجديد": "بدأنا الحملات منذ عام 2005 مع جمعيّة الهلال الأحمر وعملنا على استقطاب المتبرّعين بطرق عدّة، من بينها ورش توعية في مؤسسات التعليم الابتدائي من أجل غرس الحسّ التطوّعي في الأطفال. كذلك عملنا مع الكبار وأطلقنا نادي 25 الذي يضمّ 25 متطوعاً يتبرّعون بالدم دورياً. وكلّ متطوّع يقوم بدوره بحملة توعية لتشجيع أصدقائه على التبرّع". ويوضح العطاوي أنّ الفكرة "جاءت بعد تواصل مع مسؤولين من المركز الجهوي وتجاوب من قبل الأصدقاء وأصدقائهم. وقد وصل عددهم قبل أيام إلى 90 متبرعاً، وما زال التحدي مستمراً. وليعرف الجميع أنّ كلّ متبرع ينقذ ثلاثة أشخاص، مرضى أو مصابين".

من جهته، يتحدّث الدكتور حاتم بن رحمون، من المركز الجهوي لتحاقن الدم في طنجة لـ"العربي الجديد"، عن العوامل التي أدّت إلى نقص في مخزون الدم. يقول: "شهر رمضان والعطلة الصيفية والانتخابات البرلمانية، كلّها مناسبات ألهت الناس في حين يتزايد الطلب على الدم. وذلك بسبب النمّو في المدينة واستئناف العمل في مركز علاج السرطان الذي أطلق أخيراً في طنجة، بالإضافة إلى حاجة الأمراض المزمنة للدم وارتفاع نسب حوادث السير والاعتداءات". ويشير بن رحمون إلى أنّ عدد المتبرّعين الذين يقصدون المركز يومياً يتراوح ما بين 35 و50 متبرّعاً. أمّا خلال الحملات، فيصل إلى مائة. ويدعو المواطنين إلى "عدم الخوف من التبرّع إذ هم يقومون بأجر ويفيدون كذلك صحّتهم".

دلالات
المساهمون