طنجة الكبرى تبحث عن ميثاق ثقافي

20 ديسمبر 2015
(مقهى "باريس" حيث يجتمع مثقفون وفنانون في طنجة)
+ الخط -

التراجع في حالة الثقافة في مدينة طنجة والبحث عن مشروع ثقافي يليق بها، كان موضوع النقاش في ندوة "قراءات متقاطعة في المشهد الثقافي والفني بطنجة- أية استراتيجية لمشروع ثقافي فني جديد بطنجة الكبرى" التي أقيمت أمس في المدينة المغربية.

في أولى القراءات، وضع مندوب وزارة الثقافة العربي المصباحي يده على حقيقة أن "المدينة لا تملك مشروعاً ثقافياً"، وإن تداول الجميع واتفق على استنهاض مشروع؛ يستوجب فيه، وفق المصباحي "أن يحمل أفقاً جديداً له تصوّر جماعي وليس أحادياً بأهداف معينة، مع مراعاة خصوصيتها الحضارية" وأن يقوم بجوهره على مفهوم "التنمية الثقافية المستدامة".

أما أستاذ علم النفس مصطفى حدية، فتناول أثر الفعل الثقافي على الإنسان وسلوكياته وانفتاحه وإحساسه، مبيناً أنه "على الثقافة أن تعتمد على المقاربة المجالية عبر برامج نوعية من شأنها أن تغير سلوك الأفراد وأن تنمي فيهم الكفايات النفسية والاجتماعية، مثل حسن التعاون، التكافؤ، الهوية الفردية؛ بالتالي يصبح الفرد قادراً على المواجهة والإنتاج والإبداع".

فيما عرّج الباحث محمد الوزاني على موضوع الثقافة والمواطنة وإشكالية الفرد "غير المنخرط الذي لا يعرف حدود ثقافته وشخصيته ولا يجد من إجابات عن أسئلته، وبالتالي موئله التطرّف"، وتقع مسؤوليته على "الدولة والجمعيات، خصوصاً تلك التي تتخذ الثقافة شكلاً، بينما تخفي أهدافاً أخرى".

طرح الوزاني هنا إشكالية الجمعيات في طنجة، إذ "تحتوي المدينة المغربية على العدد الأكبر من الجمعيات في المملكة، وهي ثقافة متوارثة من التاريخ. إذا أردنا تدبر أمر الثقافة في المدينة، نحتاج أن ننظر إلى طنجة الهامشية بأحيائها المهمشة التي يعيش فيها القادمون من العالم القروي".

وأضاف الوزاني "يجب أن نراعي خصوصيات المدينة الحدودية، والكوزموبولتية المتفتحة، وطنجة الكبرى، وخصوصية التركيبة المجتمعية، على أن تندرج جميعاً في ميثاق ثقافي، وتؤطر الجمعيات على البنود الواردة فيه لتنطلق إلى الجماعي بدلاً من الشخصي. من دون ثقافة، نحن غير قادرين على مواجهة العولمة من خلال توازن عقلاني وليس عاطفي، خصوصاً أن المغرب ضعيف على الخارطة الجغرافية ومحاصرته بثقافات مختلفة، الجزائرية- العثمانية إلى الشرق، الأوروبية إلى الغرب، الأفريقية إلى الجنوب".

في النقاش الذي خُصّص لممثلي الجمعيات، لخّص الجميع أن الدعم أهم الإشكاليات التي تواجههم، وفي الغالب قد تنفذ أنشطة الجمعية السنوية والموسمية، مقترحين مجموعة من المبادرات التي من شأنها أن تفكك التكتلات الثقافية التي تشتغل بشكل مستقل عن بعضها، وتغير خطاب الجمعيات وحتى الجهات الرسمية، ووضع ميثاق ثقافي يفتح الآفاق وباب التجارب وتبادل الخبرات بين الجمعيات داخل وخارج المغرب.

كما بادر الممثلون بتقديم مقترحات تنفذ ميدانياً، مثل بناء مراكز السينما والفنون ونوادي التشجيع على القراءة وحافلات الكتب وكل ما ينحو بالجمهور من الرياضي إلى المثقف.

دلالات
المساهمون