يستعد طلاب فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة)، للعودة إلى مدارسهم تدريجيا في السادس من الشهر الجاري، ضمن خطة أطلقتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للتعايش مع فيروس كورونا، والتي تعتمد نظام التعليم المدمج القائم على التعليم الوجاهي وعن بعد.
وقال مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إيهاب شكري، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقدته الوزارة، اليوم الأربعاء، في مقرها بمدينة رام الله: "إنه في حال وجود إصابة بفيروس كورونا في مدرسة، فإنه سيتم تسليم المريض إلى الطب الوقائي أو إعادته لمنزله، وإلزام المخالطين له بالبقاء في منازلهم مدة 14 يوما".
وأكد شكري أنه في حال وقوع إصابات، فإنه لن تكون هناك إغلاقات طويلة للمدارس، بل ستكون ليوم أو أيام من أجل إجراءات التعقيم، فيما شدد شكري على ضرورة أن لا يأتي للمدرسة من تظهر عليه علامات الأنفلونزا أو المرض ويتابع تعليمه من المنزل.
من جانبه، أكد وكيل وزارة التربية الفلسطينية بصري صالح، خلال مؤتمر صحافي، أن خطة العودة للمدارس في السادس من الشهر الجاري، التي عملت عليها الوزارة، تنطلق من منطلق الحفاظ على حياة الطلبة وصحتهم وكذلك على حقهم في التعليم.
وأوضح صالح أن خطة العودة للمدارس تأتي ضمن نظام التعلم المدمج بهدف ضمان التباعد بين الطلبة وتقليل عددهم في الغرف الصفية، وفي حال لم يتحقق التباعد في مدرسة ما، فإن كل شُعبة ستقسم إلى شعبتين.
وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد"، أكد وكيل وزارة التربية أن الوزارة عملت على تقييم مجمل الإصابات خلال الفترة الماضية، وأن النسبة العامة لإصابة الطلبة في الشهر الماضي، لا تختلف عن النسبة العامة في المجتمع، إذ رصدت الوزارة أن نسبة المصابين في مجتمع الطلبة أنفسهم 1.3% من مجمل عدد الطلبة.
من جهة ثانية، أكد بصري صالح أن إغلاق الشعب أو المدارس سابقا كان يتم دون معايير، ولكن الآن توجد معايير لعمليات الإغلاق حددتها وزارة التربية، أما في حال إصابة أحد المعلمين بفيروس كورونا، فهناك خطة للتعويض واستمرارية التعليم، وكذلك إذا أصيب الطالب فبإمكانه المتابعة عن بعد، بينما أشار إلى أن الوزارة ستنهي العام الدراسي في الأول من يونيو/ حزيران 2021، ولكن إذا اضطرت للمزيد ستعلن عن ذلك.
من جهة أخرى، أشار وكيل وزارة التربية إلى أن الوزارة تعمل بخطتها للعودة إلى المدارس ضمن التدرج، بحيث يعود الطلبة من الصف الأول حتى الرابع الأساسي وأيضا طلبة الصف الثاني عشر، إضافة إلى رياض الأطفال، وفي 20 من الشهر الحالي يعود كافة الطلبة، مشيرا إلى أن العودة التدريجية تمكن المدارس من تطبيق الإجراءات الصحية، وكذلك تمكن الوزارة من متابعة الحالة الوبائية في فلسطين باستمرار والتدريب والجاهزية في المجتمع الفلسطيني على هذا النوع من التعليم، وعلى الجميع الالتزام بتلك الإجراءات.
إلى ذلك، أشار صالح إلى أن جزءا من الطلبة سيكون دوامهم وجاهيا 5 أيام كل أسبوعين، وقسما آخر منهم سيكون دوامهم عن بعد 5 أيام خلال أسبوعين.
من جانب آخر، أكد صالح على سعي الوزارة للتمكين الإلكتروني، حيث سيتم توقيع اتفاقية مع شركات الاتصال بهدف تعزيز مسار التعليم المدمج، وحينما يكون الطالب في البيت يمكّنه ذلك من مواصلة التعليم، وأيضا إتاحة الإنترنت لجميع المدارس لتقوم بجميع الأعمال الفنية والإدارية المتعلقة بالتعليم، إضافة إلى تعميق العمل بمنصتين مهمتين فيهما المحتوى تعليمي وتربطان بين المدرسة والطالب وولي الأمر والمعلم.
وأشار صالح إلى إطلاق وزارة التربية والتعليم، أمس الثلاثاء، لفضائية فلسطين التعليمية، إذ ستبث وتنتج آلاف الحصص التعليمية للبث التلفزيوني، علاوة على أن الوزارة تسعى لتدريب المعلمين للعمل عن بعد وكذلك تصميم التدريس عن بعد واستخدام أدوات تربوية أخرى، وأكد أن الوزارة ستوزع الكتب والمناهج التدريسية في بداية العام الدراسي، وسيتم إعداد رزم تعليمية كل شهرين مرة، تلخص المناهج الدراسية، وسيتم تعميم نموذج لواجبات تعليمية بيتية أسبوعية للتأكد من أن الطالب يتعلم خارج المدرسة.
في هذه الأثناء، أكد وكيل وزارة التربية أن الوزارة تسعى لأن لا يكون هناك مصاب بكورونا أو مشتبه به في أي مدرسة، وأن هناك إجراءات محددة معتمدة يتم من خلالها إغلاق شعبة أو مدرسة مبنية على معايير صحية عالمية، وأشار وكيل وزارة التربية إلى توفير كافة مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا للمدارس، إضافة إلى أن لجان الطوارئ التابعة للوزارة ستراقب تنفيذ الإجراءات باستمرار، سواء في المدارس الحكومية أو غيرها.