احتفل طلاب إيران، اليوم الأحد، بيوم الطلبة الجامعيين في إيران، والذي يوافق يوم السابع من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.
وتم تخصيص هذا اليوم إحياء لذكرى مقتل ثلاثة من الطلاب الجامعيين في احتجاجات على سياسات شاه إيران، الذي كان يحكم البلاد قبل الثورة الإسلامية بالبلاد.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته، التي ألقاها أمام طلاب جامعة إيران للعلوم الطبية، بمناسبة يوم الطلبة الجامعيين الإيرانيين الموافق اليوم، الأحد، إنه يهتم بالطلاب الجامعيين بشكل خاص، مشيرا إلى أنه لن يغير من سياسات الانفتاح وتقليص الأجواء الأمنية في الجامعات الإيرانية التي تتبعها حكومته.
وأوضح الرئيس الإيراني إنه يتقبل انتقاد الطلاب وغيرهم برحابة صدر، رغم أن البعض يقفون بالمرصاد لحكومته وينتقدون كل إنجازاتها من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا، في إشارة منه إلى التيار المحافظ.
وأضاف روحاني أن سياسة حكومته لا تستدعي كل هذا القلق من قبل بعض الأطراف في الداخل، فالحكومة الإيرانية تتصرف بعقلانية، وبات هذا الأمر معروفا للكل حتى خارج إيران، الذين بدأوا يقتنعون بأن بلاده تريد الحوار وترفض التطرف.
وركز روحاني في خطابه على مسألة وزارة التعليم العالي، حيث منح نواب البرلمان الإيراني الثقة لمحمد فرهادي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ليتم تعيينه وزيرا للتعليم، وهذا بعد عزل الوزير الذي سبقه، رضا فرجي دانا، قبل أشهر، ورفض منح الثقة لأسماء عديدة قُدمت من قبل روحاني، قبل منح الثقة لدانا وبعد عزله أيضا، وكل هذا يعود لارتباط هذه الأسماء بالتيار الإصلاحي، في وقت يسيطر فيه المحافظون على معظم مقاعد البرلمان.
وقال الرئيس الإيراني إن فرهادي سيكمل طريق من سبقوه وسيستمر في السياسات ذاتها، التي تهدف لتطوير الجامعات، داعيا لعدم تسييس هذه المواضيع، كما طالب الطلاب والأكاديميين الجامعيين بتقديم استشاراتهم للحكومة، وخاصة من قبل أصحاب التخصصات الاقتصادية وتلك المتعلقة بالسياسة الخارجية، حيث تتعرض البلاد لعقوبات غربية فرضت عليها بسبب البرنامج النووي، حسب تعبيره، وهو ما يستدعي إيجاد حلول مختلفة.
الاتحاد يقاطع الاحتفال
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن المسؤول السياسي في اتحاد النقابات الطلابية الإسلامية، محمد رضايتي، أن ممثلي الاتحاد رفضوا قبول دعوة حضور كلمة روحاني بمناسبة يوم الطلبة، مبررا الأمر بعدم السماح لهم بإلقاء كلمتهم أمام الرئيس وإبداء وجهة نظرهم في سياساته، في الوقت الذي أعلن فيه منظمو الاحتفال عن دعوة الإصلاحيين والمحافظين من الاتحادات الطلابية حسب قوله، وأشار رضايتي إلى أنه يجب عدم تقسيم المجتمع الطلابي بهذه الطريقة أو النظر للأمور من منظور سياسي.
يذكر أنه تمت تسمية يوم الطلاب الجامعيين بإيران بشكل رسمي بعد مقتل ثلاثة طلاب جامعيين على يد قوات الأمن، إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان يحكم إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979، فقتل هؤلاء الطلاب إثر احتجاجات قامت في جامعة طهران عام 1953 اعتراضا على سياسات الشاه، بعد إسقاط حكومة محمد مصدق التي شكلت بعد الثورة الدستورية.
واشتدت الاحتجاجات بسبب زيارة مساعد الرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون، لإيران آنذاك، حيث اتهمت أميركا بالتآمر مع الشاه لإسقاط تلك الحكومة، وبعد انتصار الثورة بات هذا اليوم مناسبة هامة يتم إحياؤها سنويا، ويتعرض فيها الرئيس في البلاد لانتقادات الحركة الطلابية، كونهم يشكلون جزءا من المعادلة الهامة في سياسة كل رئيس.