طقوس وزينة وحوارٍ لا تنام في رمضان "مصر القديمة"
القاهرة
العربي الجديد
تحافظ المناطق الشعبية والقديمة في مصر في شهر رمضان على رونقها الخاص، وتتزين بالفوانيس والزينة المعلقة التي تجعل المتجولين والسكان لا يفرقون بين الليل والنهار. مئات المصريين يقصدون تلك الأحياء، شيبا وشبابا وأطفالا، للتجوال في الحواري احتفاء بأجواء الشهر الفضيل.
"العربي الجديد" التقى إحدى الأسر في حي "مصر القديمة"، أحد أهم الأحياء الشعبية في مصر، للتعرف إلى كيفية قضائهم شهر رمضان.
يقول عائل الأسرة، أحمد حمدي محمد، إنه وأولاده ينتظرون شهر رمضان بشغف وحب كل عام، ويستعدون له بشراء الفوانيس والتمور والخشاف والياميش.
ويوضح أن شهر رمضان في الأماكن الشعبية يختلف تماما عن أي مكان آخر، إذ يتجول قاطنوها في شوارعها وحواريها على مدار الساعة.
ويشير إلى أنه قضى رمضان في دولة الإمارات، لكنه لم يشعر بروحانيات الشهر الفضيل كما هو الحال في بلده مصر، مؤكدا أن مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية تليهما مصر من أفضل البلاد لقضاء شهر رمضان فيها.
يؤكد ابنه محمد، أنه يستقبل رمضان مع شباب الحي عبر التجهيز للدورة الرمضانية، إضافة إلى تجميع الأطفال في المنطقة لشراء الزينة وتعليقها، موضحاً أن القاطنين في المناطق الأخرى في مصر منعزلون بعضهم عن بعض، ولا يوجد بينهم اختلاط وألفة، كما هو الحال في حي مصر القديمة.
ويشير ابنه أنس، إلى أنه يحاول في شهر رمضان أن يتفرغ للعبادات كلها على عكس شهور السنة، لأنه شهر عبادة، لافتا إلى أن زيارة الأقارب وصلة الرحم تزيد خلال رمضان، خصوصا أنه طوال العام يكون منهمكا في عمله.
ويستطرد قائلا: "أصبحت الأحياء الشعبية مقصدا أساسياً لسكان الأحياء العصرية خلال رمضان، يستمتعون بأجواء وطقوس يفتقدونها في المناطق الراقية".
وتعتبر الأحياء الشعبية، مثل حي الحسين والسيدة زينب ومصر القديمة، واجهة البلاد في رمضان، من أذان المغرب إلى موعد السحور، في أجواء تمتلئ بعبق التراث وإقبال منقطع النظير على إقامة الشعائر الدينية في مسجد الحسين.
دلالات