"ماذا ستفعل لو كنت نوعا من الطيور؟" أو "هل تفضل أن تكون رواية أو شعراً؟"، هذه الأسئلة غير الواقعية والغريبة وغيرها تطرح على الطلاب الراغبين في الالتحاق بجامعتي أوكسفورد أو كامبريدج، أكبر وأعرق جامعات بريطانيا، لاختبار نسبة ذكاء المتقدمين.
لكن الغرابة لا تنتهي عند هذا السؤال فحسب، بل في الطقوس والعادات القديمة التي لا تزال تقام في هاتين الجامعتين اللتين خرّجتا نحو 26 رئيس وزراء بريطانياً وأكثر من 30 رئيساً وزعيماً لدول العالم. فأكسفورد، وهي أقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الإنكليزية، إذ تأسست عام 1096، لا تزال تحافظ على مجموعة كاملة من التقاليد الرسمية وغير الرسمية، يعود بعضها إلى زمن تأسيسها.
ولعل أغرب هذه التقاليد هو ما يسمى بـ"حفل الوقت"، والذي يحتفل به طلاب كلية "ميرتون" سيراً إلى الخلف، في الساعات الأولى من يوم الأحد الأخير من كل شهر أكتوبر، وذلك "للحفاظ على استمرارية الزمن أثناء التغيير من التوقيت الصيفي إلى التوقيت الشتوي"، بحسب ما كان يعتقد قديماً.
ويروي الباحث في مركز علوم قسم الهندسة الحديثة في جامعة اكسفورد، ليث حماد، لـ "العربي الجديد"، تجربته مع هذه العادات، إذ يقول "إن هذه الطقوس قد تبدو مضحكة وغريبة، لكنها أحد أهم تراث الجامعة، بل إن بعضها ضمن المقرر الدراسي، فهي ليست ترفيهية فحسب بل تتحدث عن تاريخ الجامعة". ويضيف أنها أيضاً "تكسر من روتين جدية الجامعة في مناهجها، وصرامة قوانينها".
من الأعراف، التي لم يتم تعديلها في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، الدخول إلى مكتبتي الجامعتين اللتين تحتويان على أرشيف من المحفوظات الضخمة ومجموعات من الكتب، إذ على الطلاب الذين يرغبون في استخدام تلك المجموعات التوقيع على إعلان الشرف، الذي يتلى عليهم باللغة اللاتينية القديمة التي لا يفهمونها.
ولعل أكثر الطقوس شهرة وقدماً، وهو المفضل لدى طلاب أكسفورد وكامبريدج، هو حفل "غرق القوارب" أو سباق قوارب التجذيف المصنوعة من الورق المقوى، والذي يقام على أحد روافد نهر التايمز، أو نهر كام، وذلك ضمن احتفالات نهاية اختبارات الفصل الدراسي.
ويتسابق الطلاب بقوارب يصنعونها بأنفسهم من الصناديق الورقية والبطاقات والمواد اللاصقة وغيرها، على أن تكون قاعدة القارب من الورق المقوى العادي، ويكون التحدي في وصول القارب إلى نقطة النهاية، وهو ما يكون مستحيلاً في العادة، إذ تغرق غالبية القوارب قبل وصولها إلى الخط النهائي، ما يفرض على أفراد الفرق استكمال السباق سباحة إلى ضفاف النهر.
هذه المنافسة التاريخية، والتي يعود زمنها لعام 1829، كانت تجمع بين جامعتي كامبريدج وأوكسفورد، وهما الجامعتان الوحيدتان في كل من بريطانيا وويلز آنذاك، وكان الهدف منها هو استقطاب كل منهما لأفراد طبقة النخبة من أمراء ورجال دين للدراسة فيهما.
ومن طقوس القرن الخامس عشر أيضاً، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، هناك الغناء من أعلى برج في "كلية ماجدلين" في جامعة كامبريدج وبدون مكبر للصوت. يقام هذا الحفل في كل أول مايو/أيار، إذ تغني فرقة من الطلاب لحن "هيومنوس أوشاريستيسيوس" "Hymnus Eucharisticus، في الساعة 6:00 مساء. ورغم أن الإنشاد لا يسمعه سوى المغنين، إلا أن الحدث يستقطب جمهوراً غفيراً جداً يتجمع تحت البرج. وما لا يعرفه كثيرون أن "كلية ماجدلين" كانت آخر كليات جامعة كامبريدح التي سمحت للنساء بالدراسة فيها عام 1988، بعد أن كانت محصورة بالرجال فقط.
وفي كلية "أوول سوولس"، وهي أقدم كليات جامعة أوكسفورد، يقام حفل من نوع خاص كل 100 عام، ويسمى بـ"مطاردة البط"، يشارك في تنظيمه كل من الطلاب والمدرسين، الذين يعملون على بناء مجسم كبير لبطة من المفترض أن تحلق بعيداً، كما جرى أثناء بناء الكلية عام 1438، ثم يدورون حولها وهم يغنون "أغنية البطة". ومن المقرر أن يقام الحفل القادم عام 2101.
وعن هذه الطقوس، تقول الطالبة الأميركية، برينس واينفيلد، والتي تدرس علم الرياضيات في أوكسفورد، إن "بعضها مزعج لنمطيتها وبعضها مسل، إذ يخرج الطالب من روتين الجدية".
من ينظر لتاريخ هاتين المؤسستين لن يصدق أن جامعات تنتظر كل عام أكثر من 40 ألف طالب، وهما مكانان حطما رقماً قياسياً في الحصول على جائزة نوبل لمرات عدة، من الممكن أن تحويا هذه الطقوس والأعراف بين ثناياهما.
اقــرأ أيضاً
لكن الغرابة لا تنتهي عند هذا السؤال فحسب، بل في الطقوس والعادات القديمة التي لا تزال تقام في هاتين الجامعتين اللتين خرّجتا نحو 26 رئيس وزراء بريطانياً وأكثر من 30 رئيساً وزعيماً لدول العالم. فأكسفورد، وهي أقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الإنكليزية، إذ تأسست عام 1096، لا تزال تحافظ على مجموعة كاملة من التقاليد الرسمية وغير الرسمية، يعود بعضها إلى زمن تأسيسها.
ولعل أغرب هذه التقاليد هو ما يسمى بـ"حفل الوقت"، والذي يحتفل به طلاب كلية "ميرتون" سيراً إلى الخلف، في الساعات الأولى من يوم الأحد الأخير من كل شهر أكتوبر، وذلك "للحفاظ على استمرارية الزمن أثناء التغيير من التوقيت الصيفي إلى التوقيت الشتوي"، بحسب ما كان يعتقد قديماً.
ويروي الباحث في مركز علوم قسم الهندسة الحديثة في جامعة اكسفورد، ليث حماد، لـ "العربي الجديد"، تجربته مع هذه العادات، إذ يقول "إن هذه الطقوس قد تبدو مضحكة وغريبة، لكنها أحد أهم تراث الجامعة، بل إن بعضها ضمن المقرر الدراسي، فهي ليست ترفيهية فحسب بل تتحدث عن تاريخ الجامعة". ويضيف أنها أيضاً "تكسر من روتين جدية الجامعة في مناهجها، وصرامة قوانينها".
من الأعراف، التي لم يتم تعديلها في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، الدخول إلى مكتبتي الجامعتين اللتين تحتويان على أرشيف من المحفوظات الضخمة ومجموعات من الكتب، إذ على الطلاب الذين يرغبون في استخدام تلك المجموعات التوقيع على إعلان الشرف، الذي يتلى عليهم باللغة اللاتينية القديمة التي لا يفهمونها.
ولعل أكثر الطقوس شهرة وقدماً، وهو المفضل لدى طلاب أكسفورد وكامبريدج، هو حفل "غرق القوارب" أو سباق قوارب التجذيف المصنوعة من الورق المقوى، والذي يقام على أحد روافد نهر التايمز، أو نهر كام، وذلك ضمن احتفالات نهاية اختبارات الفصل الدراسي.
ويتسابق الطلاب بقوارب يصنعونها بأنفسهم من الصناديق الورقية والبطاقات والمواد اللاصقة وغيرها، على أن تكون قاعدة القارب من الورق المقوى العادي، ويكون التحدي في وصول القارب إلى نقطة النهاية، وهو ما يكون مستحيلاً في العادة، إذ تغرق غالبية القوارب قبل وصولها إلى الخط النهائي، ما يفرض على أفراد الفرق استكمال السباق سباحة إلى ضفاف النهر.
هذه المنافسة التاريخية، والتي يعود زمنها لعام 1829، كانت تجمع بين جامعتي كامبريدج وأوكسفورد، وهما الجامعتان الوحيدتان في كل من بريطانيا وويلز آنذاك، وكان الهدف منها هو استقطاب كل منهما لأفراد طبقة النخبة من أمراء ورجال دين للدراسة فيهما.
ومن طقوس القرن الخامس عشر أيضاً، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، هناك الغناء من أعلى برج في "كلية ماجدلين" في جامعة كامبريدج وبدون مكبر للصوت. يقام هذا الحفل في كل أول مايو/أيار، إذ تغني فرقة من الطلاب لحن "هيومنوس أوشاريستيسيوس" "Hymnus Eucharisticus، في الساعة 6:00 مساء. ورغم أن الإنشاد لا يسمعه سوى المغنين، إلا أن الحدث يستقطب جمهوراً غفيراً جداً يتجمع تحت البرج. وما لا يعرفه كثيرون أن "كلية ماجدلين" كانت آخر كليات جامعة كامبريدح التي سمحت للنساء بالدراسة فيها عام 1988، بعد أن كانت محصورة بالرجال فقط.
وفي كلية "أوول سوولس"، وهي أقدم كليات جامعة أوكسفورد، يقام حفل من نوع خاص كل 100 عام، ويسمى بـ"مطاردة البط"، يشارك في تنظيمه كل من الطلاب والمدرسين، الذين يعملون على بناء مجسم كبير لبطة من المفترض أن تحلق بعيداً، كما جرى أثناء بناء الكلية عام 1438، ثم يدورون حولها وهم يغنون "أغنية البطة". ومن المقرر أن يقام الحفل القادم عام 2101.
وعن هذه الطقوس، تقول الطالبة الأميركية، برينس واينفيلد، والتي تدرس علم الرياضيات في أوكسفورد، إن "بعضها مزعج لنمطيتها وبعضها مسل، إذ يخرج الطالب من روتين الجدية".
من ينظر لتاريخ هاتين المؤسستين لن يصدق أن جامعات تنتظر كل عام أكثر من 40 ألف طالب، وهما مكانان حطما رقماً قياسياً في الحصول على جائزة نوبل لمرات عدة، من الممكن أن تحويا هذه الطقوس والأعراف بين ثناياهما.