طبيب مصري: التزموا الحذر فتجربة كورونا صعبة نفسياً

01 ابريل 2020
عبد الله: "يجب تجنّب التجمعات" (إسلام صفوت/ Getty)
+ الخط -
في الأسبوع الأول من مارس/ آذار الماضي، كان الدكتور أحمد عبد الله المتخصص بالأمراض الصدرية في مستشفى الصدر بمحافظة دمياط، أقصى شمال مصر، يعاين بالشكل الدوري المعتاد المرضى في قسم الرعاية المركزة، فيما أشرف على استقبال عدد من حالات الاشتباه في فيروس كورونا الجديد. وبعد أيام عدّة، بدأ يشعر بأعراض ضيق في التنفّس وآلام عامة في الجسم، إنّما من دون ارتفاع يُذكر في درجة الحرارة. فبدأ يشكّ في إصابته بالعدوى، خصوصاً أنّ عدداً من نتائج تحاليل المشتبه في إصابتهم بالمستشفى ظهرت إيجابية. وعلى أثر تلك النتائج، أخضعت وزارة الصحة المصرية الطاقم الطبي في مستشفى الصدر إلى تحاليل فيروس كورونا، فظهرت نتيجة عبد الله إيجابية.

يخبر عبد الله أنّ "إدارة الإسعاف في المحافظة تواصلت معي وطلبت منّي تحضير نفسي وانتظار سيارة الإسعاف المخصصة لنقلي إلى مستشفى العزل في محافظة الإسماعيلية (شمال شرقي البلاد). لكنّني أعلمتهم بأنّ لا داعي لذلك، وتوجّهت بنفسي إلى إدارة الإسعاف للانتقال من هناك مباشرة إلى العزل". وعن إقامته في مستشفى أبو خليفة المخصص للعزل الصحي بالإسماعيلية، يقول: "نقلتني سيارة الإسعاف إلى المستشفى المجهّز بالكامل للتعامل مع إصابات كورونا، فاستقبلني الطاقم الطبي ببزّات طبية ووقاية بالكامل".

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة المصرية كانت قد خصصت خمسة مستشفيات عزل في مصر، في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس، وهي مستشفيات "النجيلة" في محافظة مطروح (شمال غرب)، و"إسنا" في محافظة الأقصر (جنوب)، و"أبو خليفة" في محافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، و"العجمي" في محافظة الإسكندرية (شمال)، و"تمي تمديد" في محافظة الدقهلية (شمال)، قبل أن تضاف إليها خمسة مستشفيات أخرى قبل نحو أسبوع، اثنان منها في القاهرة وآخران في محافظة قنا (جنوب) ومستشفى واحد في محافظة القليوبية (شمال)، وذلك في إطار خطة الحكومة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد.



قضى عبد الله سبعة أيام في مستشفى العزل قبل أن تتحوّل نتائج تحليل الفيروس لديه من إيجابية إلى سلبية، ليخرج من المستشفى إلى العزل المنزلي. يقول: "أتصرّف بشكل طبيعي في العزل المنزلي حالياً، إنّما بحذر شديد نظراً إلى ضعف مناعتي نوعاً ما. ومن المفترض أن أبقى في هذا الوضع أسبوعاً إضافياً، قبل أن أعود لممارسة عملي الطبي بشكل طبيعي من جديد".

وفي 20 مارس/ آذار الماضي، أعلنت مديرية الصحة بمحافظة دمياط، في بيان رسمي لها، شفاء عبد الله ووجّهت إليه التحية قبيل "العودة إلى كتيبة الفريق الطبي بالمحافظة التي تقدّم كلّ ما تملك من علم وجهد في خدمة المواطنين".

وبحسب تصريحات أدلى بها مسؤول في مديرية الصحة بالإسماعيلية، فإنّ مستشفى "أبو خليفة" مقام على مساحة خمسة أفدنة ويضمّ أكثر من 130 سريراً و22 غرفة عناية مركزة مجهّزة بأحدث وسائل التكنولوجيا الطبية الحديثة بالإضافة إلى خمس غرف عمليات كبرى وقسم خاص للمختبرات والأشعة وقاعة كبرى للمؤتمرات والمحاضرات.



في وصفه التجربة التي عاشها على الرغم من عدم ظهور أعراض شديدة عليه، يقول عبد الله إنّها "صعبة نفسياً". ويعيد تلك الصعوبة إلى واقع تحوّله من "موقعي كطبيب في الصفوف الأمامية لمجابهة الفيروس الجديد، إلى شخص مصاب في مستشفى العزل". يضيف أنّ "التجربة انقضت على خير"، مشدّداً على "ضرورة أن يتوخّى الجميع الحذر".

وبعد تماثله للشفاء، يدعو عبد الله المصريين إلى "عدم الاستهانة بالأمر"، متابعاً: "كونوا حذرين والتزموا تنفيذ القرارات والإجراءات الصادرة عن الحكومة بشأن مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد. وتجنّبوا التجمعات وحافظوا على التباعد الاجتماعي". ويكمل أنّ "الفيروس يصيب الشباب في منتصف العمر كذلك، وخطورة الأمر تكمن في أنّ الأعراض لا تظهر عليهم بوضوح، بالتالي قد يسهم ذلك في نقل العدوى إلى الفئات العمرية الأكبر التي تواجه مخاطر أكبر واحتمالات أكبر بالوفاة".
دلالات
المساهمون