طبيبة مصرية تجري 42 كم لدعم مريض سرطان

برشلونة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
15 مارس 2015
+ الخط -
"اسمي نادية. عندي 46 سنة... أتدرب عشان أجري ماراثون (42 كم) لأول مرة في حياتي. والماراثون وكل التدريب الخاص به أهديه لصديق عزيز، اكتُشفت إصابته بسرطان النخاع مؤخرا. يحتاج إلى دواء مكلف للغاية، وأحاول جمع ما يكفي لدفع قيمة دواء مهم يحتاج إليه بحيث يكفيه لمدة ستة أشهر. أحاول جمع القيمة قبل يوم 15 مارس/آذار، هو موعد الماراثون إن شاء الله".

بهذه الكلمات أعلنت الطبيبة المصرية المقيمة في بريطانيا، نادية العوضي، مطلع فبراير/شباط الماضي، عن بدء حملتها لجمع تبرعات لمساعدة صديق اكتشف إصابته بسرطان النخاع العظمي النادر، والذي يحتاج إلى تكاليف باهظة لعلاجه.

ورغم إصابة قدمها أكثر من مرة خلال فترة التدريب، شاركت الطبيبة المصرية، في مسابقة جري "ماراثون" بمدينة برشلونة في إسبانيا، اليوم الأحد، مجتازة مسافة 42 كيلومتراً جرياً، تحمل خلالها رسالة تضامن ودعم لصديقها الذي أصيب بالمرض، وهو في الثلاثينات من عمره. وأطلقت دعوة للتبرع له عبر موقع مختص في التبرعات.



وقالت الطبيبة إن تكلفة العلاج الذي يتلقاه مريض سرطان النخاع، تصل إلى 33 ألف جنيه مصري شهريا، داعية للتبرع لتوفير جرعات العلاج لمدة ستة أشهر، وهو ما يعادل نحو 198 ألف جنيه (26 ألف دولار أميركي تقريبا).


وعقب انتهاء الماراثون اليوم،  قالت الدكتورة نادية العوضي إن صديقها المريض تلقى تبرعات كريمة خلال الماراثون، فيما بلغت التبرعات المسجلة عبر الموقع الإلكتروني نحو سبعة آلاف جنيه إسترليني (10 آلاف دولار تقريبا)، داعية لاستكمال الدعم والتبرع حتى يتم توفير المبلغ المطلوب.


وعملت صاحبة المبادرة، خلال الفترة الماضية على التوعية بمرض سرطان النخاع، والتعريف بمخاطره ومعاناة المصابين به.

وبحسب العوضي، فإن سرطان تليف النخاع العظمي myelofibrosis هو نوع نادر من السرطان، يؤثر في قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم المختلفة، وينتج عنه أعراض منها أنيميا حادة وضعف عام وتضخم في الطحال والكبد. ويتطور المرض بشكل بطيء، عادة قد لا يلحظه صاحبه لعدة سنوات، لكن مع تطور الأعراض يشعر المريض بالضعف والإرهاق وسهولة حدوث الكدمات ونزول الدم مع آلام شديدة في العظام.

ولا يوجد علاج له سوى إجراء عملية جراحية لنقل خلايا جذعية سليمة من متبرع، وهو أمر يصعب توفيره، إضافة إلى نسبة المخاطرة العالية. غير أنه تم اكتشاف دواء حديثا، لا يعالج المرض نفسه، لكنه يعالج الكثير من أعراضه ويعطي للمريض نوعية حياة أفضل.

ولاقت مبادرة العوضي دعما وتشجيعا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومصريين في بريطانيا وإسبانيا، حضروا لتشجيعها خلال الماراثون.

ونادية العوضي طبيبة مصرية تفرغت للعمل في مجال الإعلام العلمي، وشغلت منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين العلميين، ومنصب رئيس الرابطة العربية للإعلاميين العلميين، التي كانت أحد أعضائها المؤسسين.