تأتي عودة المهرجان بعد تنصيب هيئته المنظّمة مطلع آب/ أغسطس الماضي، حاملةً "رهانات جديدة لإعادة الحياة والروح إلى التظاهرة"، وفق تعبير مديرها، نبيل بن عبد الله.
وفي ندوة صحافية عقدها مؤخّراً، تطرّق بن عبد الله إلى تذبذب مواعيد المهرجان وتأرجح دوراته بين التأجيل والإلغاء، قائلاً إنه شهد تراجعاً بعد الثورة وتأزّم الأوضاع في البلاد وتردّد منظّميه في إقامته، معترفاً، في هذا السياق، بأن عودته تحقّقت بعد "مخاض عسير"، وبأن الدورة الحالية هي بمثابة "دورة تحضيرية لدورات مقبلة ستُقام وفق مقاييس عالمية".
هكذا، تُقام الدورة الحالية على عجل، بسبب ضيق الوقت على ما يبدو؛ إذ تستمرّ ثلاثة أيّام فقط. لكن اللافت أنها تشهد مشاركة مجموعة من الفنانين والفرق الموسيقية البارزة من تونس وخارجها، والتي تمثّل مشارب مختلفة وقاسمها المشترك هي موسيقى الجاز بشكلها التقليدي والمعاصر.
انطلقت التظاهرة، مساء أمس الخميس على خشبة "مسرح "البازيليك" في المدينة، بحفل قدّمه الفنان المغربي عزيز سحماوي و"فرقة القناوة للموسيقى"، وتستمر مع حفل موسيقي تقدّمه، مساء اليوم، كلّ من العازفة التونسية ياسمين عزيّز والفنانة كارين سوزا التي ستؤدّي مجموعة من الأغاني الروحية الأفريقية القديمة.
أمّا الاختتام غداً، فيوقّعه كلّ من الفنّان بوني فيلدز وفرقة "بوونس بروجاكت" من الولايات المتّحدة الأميركية، والفنان البريطاني نيجيري الأصل كيزيا جونس، إضافةً إلى "نادي الجاز" و"مومو والأصدقاء" و"شريف كلايتن" من تونس.
ويبدو أن القائمين على التظاهرة بدأوا التحضير مسبقاً للدورة المقبلة، حيثُ أعلنوا عن فتح المجال أمام فنّاني الجاز لطلب المشاركة فيها ابتداءً من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. غير أن ذلك لا يعني أن شبح التأجيل أو الإلغاء ابتعد كثيراً؛ إذ أعلن بن عبد الله أن وعود التمويل لا تزال، إلى اليوم، "مجرّد حبر على ورق".