ظهر الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو حركة أحرار عمرو ربيع أمس السبت، فجأة في محكمة شمال القاهرة، بعد اختطافه على يد جهاز الأمن الوطني منذ 11 مارس/ آذار الماضي من ميدان رمسيس، وسط القاهرة، وادعاء أنه هارب في قضية معروفة إعلامياً باسم "أنصار بيت المقدس" مع 200 متهم آخرين.
الطالب الملتحي بدا نحيلا للغاية إلى حد الاعياء، وسط حراسة مشددة من الشرطة، وكان يعاني آلاماً مبرحة في كتفه اليمنى، لكنه بدا صبوراً للغاية وابتسم لأهله وأصدقائه، حينما قابلهم لأول مرة منذ ما يقرب الشهرين، وبدت ابتسامته كأنه كان مدفوناً تحت الأرض واستطاع أخيراً رؤية السماء.
وذكر محاميه أسامة الجوهري في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن لديهم وثائق تثبت أن الطالب كان مختطفاً، وأنه عُذّب داخل سجن العازولي بالإسماعيلية التابع لقيادة الجيش الثاني الميداني بالصعق بالكهرباء والضرب المبرح والجلد بجنزير حديدي، ما أدى إلى خلع كتفه اليمىن، وإصابته بالهزال الشديد والإعياء.
وأضاف "قابلت ربيع أمس وأكد أن سبب تعذيبه هو الحصول على اعتراف بأعمال لم يرتكبها، وأنه كان صلباً للغاية لمقاومته كل هذه الوسائل من التعذيب، بل أعطى دفعة معنوية لكل من قابلهم من أصدقائه وأهله بدعوتهم للثبات والصبر".
وأشار الجوهري، وهو عضو في المكتب الحقوقي لحركة أحرار، إلى وجود "تلاعب من قبل وزارة الداخلية في قضية الطالب عبر الادعاء بأنه تم القبض عليه من منزله أمس الأول في دائرة حي الهرم، مكان سكنه، بعد ادعاء أنه كان هارباً وتم العثور عليه، رغم أن مكانه كان معروفاً لدى جهاز الأمن الوطني، ثم ترحيله إلى سجن مزرعة طره عنبر 992".
وأشار إلى أن المكتب الحقوقي سيبدأ في اتخاذ إجراءات لطلب عرض "ربيع" على الطب الشرعي لإثبات ما به من تعذيب وعلاجه في مستشفى السجن، مؤكداً أن القضية المتهم فيها ربيع باطلة بسبب تأخر الداخلية في عرض المتهم على النيابة، واختطافه مما يؤدي إلى بطلان الإحالة للمحاكمة وفقاً للإجراءات الجنائية المنصوص عليها في القانون.
وأوضح أصدقاء ربيع من حركة أحرار في حديثهم لـ"العربي الجديد" أنه تغيب عن كليته ولم يعلم أحد من أهله مكانه، حتى استطاع أحد الطلاب التعرف إليه في سجن العازولي، مشيراً إلى أنه تم تعذيبه في السجن بلا رحمة، وروى شهادته لوالده محمد مرسي ربيع الذي سارع إلى تقديم بلاغ للنائب العام يطالب فيه بسرعة الكشف عن مكان عمرو، وبدء التحقيق مع وزير الداخلية ومدير الأمن في واقعة اختطافه.
وجاء في نص البلاغ الذي تقدم به والد ربيع، وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أن النيابة تعتبر ابنه هارباً، رغم أنه محتجز لدى جهات الأمن، وطالب باتخاذ اللازم لكشف مكان احتجازه، والبدء بالتحقيق ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة لتورطه في إخفاء ابنه، واحتمال قتله وإخفاء جثته، وإثبات الحالة بتحميل المشكو في حقهما المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي لحقت بابنه منذ اختطافه في 11 مارس/آذار الماضي.
يذكر أن ربيع من الطلاب الناشطين الذين سبق القبض عليهم على خلفية اشتراكه في مظاهرة في مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، احتجاجاً على مقتل طالبة دهساً بسيارة أستاذة جامعية، وتم تلفيق تهم الشغب له.
ونظم الطلاب في عدد من الجامعات عدة مظاهرات واعتصامات تضامنية معه، كان آخرها اعتصام في جامعة القاهرة، وعرضوا من خلاله فيديو يعرض مشاركته الواسعة في الأنشطة الخيرية ورحلات للأيتام، ودور المسنين وغيرها من الأنشطة.