طالب طب عراقي يعزف ألحاناً موسيقية مميزة على الكؤوس

05 سبتمبر 2019
علّم نفسه العزف (يوتيوب)
+ الخط -
اعتاد طالب الطب العراقي، سجّاد محمود، العزف على آلات موسيقية عديدة بينها الناي والعود، لكنّ العزف على أي منها لم يجعله يشعر بالرضا عن أدائه، ولم يتحقق له ذلك سوى بالعزف على الكؤوس.

وحوّل الشاب (23 عاماً) الشغوف بالموسيقى مجموعة من الكؤوس التي يملأها بكميات مختلفة من الماء إلى آلة موسيقية أشبه بهارب زجاجي أو قيثارة زجاجية. ويقول محمود: "أحببت للغاية هذه العائلة من الآلات التي تضم الهارب الزجاجي والهارمونيكا الزجاجية، وحاولت أن أطبق منها ما يمكن تطبيقه هنا في العراق، أي الهارب الزجاجي، وجربت عدة محاولات منها ما نجح ومنها ما فشل، حتى توصلت إلى هذا النموذج البسيط من الآلة، المكونة من قطعة خشب وكؤوس".

وبدأ محمود الذي تعلّم بنفسه العزف، التعرف على الآلة الجديدة قبل عام، وجمع كؤوساً من شكل ومنشأ واحد، وشرع في استخدام كل منها لإنتاج نغمة مختلفة، حيث يعبئها بكمية مناسبة من الماء، ويدير أطراف أصابعه على الحواف، ليعزف ألحاناً معروفة.

ويضيف محمود: "كان الحصول على الكؤوس المناسبة مهمة صعبة هنا في العراق، حيث تمثل كل كأس نغمة محددة، ويشترط بشكل أساسي أن تكون الكؤوس من الكريستال، ولها شكل محدد، ويفضل أيضاً أن تكون من المنشأ نفسه، حتى لا تكون نقاوة الصوت مختلفة، ويتضح ذلك في العزف".

وتذكر السجلات أن تقنية إنتاج الصوت عبر أكواب زجاجية أو كؤوس مملوءة بالماء ترجع للقرن الـ 12 في الصين وبلاد فارس، واستُخدمت في أوروبا في وقت لاحق في القرن الـ 15، غير أن استخدام الزجاج في العزف الموسيقى أصبح أكثر شهرة في منتصف القرن الـ 18، عندما اختُرعت الهارمونيكا الزجاجية، وكان حلم محمود الأكبر يتمثل في تقديم تلك الآلة الموسيقية النادرة للعراقيين العاديين.

 ويشير محمود: "كان حلمي منذ وقت طويل أن أعرّف الناس في العراق على هذه الآلة، خاصة وأنّ هذا النوع من العزف ليس معروفاً، وأن هذه المجموعة من الآلات نادرة قليلاً هنا وفي الوطن العربي بشكل عام"، وأضاف: "كانت تجربة جميلة بصراحة، وأنا سعيد بها للغاية".

وعزف محمود أمام الجمهور الشهر الماضي، في إطار مهرجان سنوي في العاصمة العراقية بغداد، واستمتع جمهور الحفل الذي غلب عليه الشباب، وكان بينهم فتاة تدعى نور الزهراء أحمد التي قالت: "وجدت هذا النوع من العزف جميلاً وجديداً وغير مألوف من قبل في بغداد أو في العراق، وكان الأداء رائعاً، مما جعل الحضور ينجذب له صراحة".

كما قال شاب يدعى حسين النعيمي: "لاحظت أنّ كل الشباب تفاعلوا مع العازف، ونتمنى أن نرى المزيد من المواهب المشابهة في بغداد والعراق، وأن تبقى بغداد بخير إن شاء الله".

 (رويترز)

دلالات
المساهمون