وتندر حوادث إطلاق النار في المدارس والكليات في روسيا التي تفرض قوانين صارمة لحيازة الأسلحة، ولم يتضح حتى الآن الدافع وراء الحادث.
وأوضح المحققون الروس أن الطالب فتح النار مستخدما بندقية صيد في المدرسة العليا الواقعة في مدينة بلاغوفشتشينسك، على بعد نحو 5600 كيلومتر شرقي موسكو، بالقرب من الحدود مع الصين.
وقالوا إنه قتل بالرصاص طالبا آخر بالعمر نفسه، بينما نُقل ثلاثة طلاب إلى المستشفى بعد إصابتهم بطلقات نارية. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن أحد المصابين في حالة خطيرة ويخضع لجراحة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بمقاطعة "آمور"، في الشرق الأقصى الروسي، اليوم، عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين إثر إطلاق نار بكلية بمدينة بلاغوفيشتشينسك.
ووفقا لبيانات الشرطة، فإن إطلاق النار تم من قبل الطالب باستخدام بندقية صيد "مسجلة" باسمه، وأطلق النار على نفسه بعد الحادثة.
وعثرت الشرطة في مكان الحادث على جثتي شابين توفيا في الحال جراء إطلاق النار، وثلاثة مصابين أعمارهم (17، 19، 20 عاما)، أحدهم في حالة حرجة، وسجلت الحادثة تحت "دوافع عدوانية".
وفتحت لجنة التحقيقات الروسية تحقيقا بشأن الحادث. ووصف فاسيلي أورلوف، حاكم منطقة آمور، الحادث بأنه مأساة.
وقال أورلوف في بيان: "أعرب عن خالص التعازي لأقارب الضحايا". وأضاف "سنقدم لهم كل المساعدة اللازمة. وأعدكم بأننا سوف نتأكد من سبب حدوث مثل هذا الحادث في مؤسسة تعليمية".
وفي الوقت الذي لم تستبعد فيه الأجهزة الأمنية أن يكون سبب ما حدث شجار نشب بين الطالب وزملائه، قال مصدر من الطوارئ إن الطالب فتح النار بعد إخراجه من القاعة بسبب تأخره، كما تحدثت مصادر أخرى عن أن الطالب يتمتع بسيرة حميدة.
وعلى أثر هذا الحادث دعت عمدة مدينة بلاغوفيتشينسك، فالينتينا كاليتا، إلى عقد اجتماع طارئ لبحث إجراءات تضمن أمن المؤسسات التربوية، فيما تعمل السلطات في المدينة على تقديم المساعدة الضرورية لأهالي الضحايا.
وذكرت روسيا اليوم، بحسب المعلومات الواردة من الشرطة، أن الشاب قام في مرحاض الكلية بتجميع بندقية الصيد "إيج – 81" التي سجلها رسميا منذ أشهر. ومن غير المعلوم كيف استطاع نقلها إلى داخل الكلية.
ونقلت عن شهود عيان من زملاء الطالب قولهم إنه دخل قاعة الدراسة برفقة موسيقى فرقة Nirvana. ولم يطرده أحد ولم توجه إليه أي ملاحظة. لكنه شرع بإطلاق النار من بندقية الصيد.
وأوضحت أن إطلاقه للنار سبب هلعا وخوفا في صفوف الطلاب والمدرسين، ومنهم من اختبأ وراء خزانة الملابس، أما البعض الآخر فهرب من الغرفة. وقال الشاب لطالبيْن آخرين "إذا أردتما البقاء على قيد الحياة اقفزا من النافذة"، ثم دخل إلى مكتب مدرّسة شابة وطردها منه، ووجه بعد ذلك فوهة البندقية إلى رأس الطالب أليكسي إولوبنيتشي، ولم يستجب لطلبه بعدم إطلاق النار وضغط على الزناد ليموت في المستشفى بعد عملية جراحية صعبة أجريت له.
وبحسب إفادة زملائه، فلم يحدث بين الطالبين أي خلاف أو نزاع. وأصيب طالبان آخران يبلغان من العمر 17 و19 عاما بجروح نتيجة إطلاق النيران عليهما. أما المدرّسة المسؤولة عن الصف الذي درس فيه فاستطاعت الفرار من الكلية والاختباء في أقرب متجر.
وفور وصول رجال الشرطة قاموا بمحاصرة الشاب في الدور الثاني لمبنى الكلية، وأجلوا الطلاب من المبنى. وذكرت معلومات أنه أطلق النار عليهم، وبعد فشله قرر وضع حد لحياته فانتحر.
وفي عام 2018، قتل مراهق 19 شخصا في تبادل لإطلاق النار في كلية أخرى، في منطقة القرم المطلة على البحر الأسود والتي ضمتها روسيا من أوكرانيا، قبل قتل نفسه أيضا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل مجند روسي بالرصاص ثمانية من زملائه الجنود في الشرق الأقصى الروسي.
(رويترز، العربي الجديد)