في سبع دقائق فقط، أثبتت الطالبة الفلسطينية هبة أبو صقر لمعلمتها في المرحلة الإعدادية قدرتها على إيجاد طريقة جديدة لحل إحدى المسائل الحسابية التي طرحتها المعلمة على طالبات الفصل أثناء حصة الرياضيات، من باب التحدي وتحفيز القدرات الذهنية.
وللوهلة الأولى، لم تصدق المعلمة أن هبة (18 عاما) قد وجدت حلا صحيحا للمسألة الحسابية بطريقة جديدة، ولكن عندما تطابق حل الطالبة أبو صقر مع الحل بالطريقة المتعارف عليها، تأكدت المعلمة من قدرات طالبتها، التي تميزت عن باقي زميلاتها في الفصل بسرعة بديهتها.
وتقول أبو صقر لـ"العربي الجديد": "بعدما أيقنت المعلمة من تمكني من حل المسألة بطريقة صحيحة وجديدة، اصطحبتني إلى إدارة المدرسة والتي بدورها تواصلت مع مدير المنطقة التعليمية من أجل دعمي في تطوير قدراتي"، مبينة أن مادتي الرياضيات والعلوم من أكثر المواد المفضلة لديها منذ صغرها.
لم تتردد هبة في اختيار تخصصها الجامعي بعدما أنهت دراستها لمرحلة الثانوية العامة "التوجيهي" بتفوق، حيث سجلت على الفور في كلية العلوم التابعة للجامعة الإسلامية في غزة تخصص رياضيات، آملة أن يساعدها تخصصها الجامعي في تنمية موهبتها وتوسعة مداركها المعرفية والعلمية.
وبقلم وبعض الأوراق البيضاء بجانب حاسبة ذكية، تقضي الطالبة ساعات طويلة من يومها في الاطلاع على الكتب والمصادر التي تهتم بعلوم الرياضيات وقوانينها، محاولة التوصل إلى طرق وآليات جديدة لحل مسائل حسابية سبق أن توصلت إلى حلول لها بالطرق المعتادة.
اقرأ أيضا:مخترعون فلسطينيون: مساعدة المرضى والحالات الخاصة هدفهم
وأشارت الطالبة أبو صقر إلى أنها وجدت خلال الفترة الماضية طرق حل جديدة لخمس مسائل حسابية، أبرزها: طريقة لإيجاد ناتج عملية جمع الأعداد وأخرى لطرحها، وطريقة لإيجاد مربع عدد بالإضافة إلى مكعب العدد، بجانب التوصل لآلية تساهم في إيجاد ضلعي القائمة من مثلث قائم الزاوية بمعلومة الوتر.
ولعبت عائلة الطالبة هبة دورا في تعزيز قدراتها، من خلال تشجيعها على الاهتمام بالعلم ومشاهدة البرامج والحلقات التي تهتم بالذكاء العقلي والمسابقات الحسابية، فضلا عن محاولة العائلة مساعدة ابنتهم على تجاوز العقبات التي تواجهها، وتحديدا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
وتسعى هبة للانضمام إلى المجموعات والمراكز المحلية أو الخارجية التي تهتم برعاية المتميزين وذوي القدرات الذهنية العالية، ومن أجل ذلك التحقت الطالبة أبو صقر بنادي المواهب الفلسطينية الذي يتخذ من مدينة غزة مقرا له، قبل نحو تسعة أشهر على أمل أن تجد الحاضنة المناسبة لموهبتها.
اقرأ أيضا:مبتكرون صغار يتنافسون في أولمبياد قطر الوطني للروبوت