وسط الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها فنزويلا، يبرز اسم نائب الرئيس طارق العيسمي، لتولّي السلطة، في حال نجحت المعارضة بإقالة الرئيس نيكولاس مادورو، في سيناريو قد يتكرر في القارة الأميركية الجنوبية، على غرار ما حصل في الجارة البرازيل.
وأمس الإثنين، وافق الكونغرس بقيادة المعارضة في فنزويلا، على قرار ينص على أنّ رئيس البلاد "تخلّى عن منصبه" في خطوة رمزية، أتت بعد تعيين مادورو، الأربعاء الماضي، نائباً جديداً للرئيس هو العيسمي، والذي سيخلفه في السلطة في حال إقالة مادورو هذا العام قبيل انتهاء فترته الرئاسية في 2019.
العيسمي المتحدر من أصل عربي من أب سوري وأم لبنانية، قد يصبح في حال تولى رئاسة فنزويلا، ثالث عربي الأصل يتسلم منصب الرئاسة في إحدى دول القارة الأميركية الجنوبية، بعد تولي ميشال تامر ذي الأصول اللبنانية، لمنصب الرئاسة في البرازيل، في أغسطس/ آب الماضي، بعدما كان نائباً للرئيسة ديلما روسيف، التي عزلها البرلمان.
كما قد يصبح ثاني سوري الأصل رئيساً في بلد بأميركا الجنوبية، بعد الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم.
السياسي الشاب، واسمه الكامل طارق زيدان العيسمي مدّاح، ولد في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1974 في فنزويلا، وهو ثاني الأبناء الخمسة لوالده زيدان الأمين العيسمي الذي هاجر من محافظة السويداء، وبالذات من "جبل حوران" المعروف أيضاً باسم "جبل الدروز" في جنوب سورية، ووالدته، لبنانية الأصل من عائلة مدّاح.
يعود نشاط العيسمي السياسي إلى مقاعد الجامعة، حيث كان أحد أركان الحركة الطلابية، خلال سنوات دراسته القانون وعلم الجريمة، في جامعة "أنديس"، بإقليم لوس أنديس في فنزويلا.
ورغم صغر سنه، إلا أنّه يحظى بسيرة سياسية غنية، تعود للعام 1999 عندما كان أحد أركان "الحزب الاشتراكي الموحد" الحاكم، والذي انتخب عنه عضواً في البرلمان في العام 2005.
لكنّ اسم العيسمي لمع تحديداً في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي عيّنه وزيراً للداخلية ثم للعدل، في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2008 وأكتوبر/تشرين الأول 2012، نظراً لكونه محامياً وخبيراً بالعلوم الجنائية.
ولعلّ أبرز المهام التي تولاها، تسلّمه منصب حاكم ولاية أراغوا وسط شمال فنزويلا على بحر الكاريبي، والمعروفة بأنّها إحدى أكثر ولايات البلاد عنفاً.
والأربعاء الماضي، عيّن العيسمي نائباً للرئيس من قبل مادورو، وقال حينها: "لقد عيّنت في منصب نائب رئيس الجمهورية الرفيق طارق العيسمي الذي سيتولى هذا المنصب في الفترة من 2017 و2018 لشبابه وخبرته والتزامه وشجاعته".
ومع ذلك يتعرّض العيسمي لاتهامات من قبل المعارضة الفنزولية التي لها الغالبية في البرلمان، بأنّه "معاد للسامية" وعلى علاقة بحركة "حماس"، وله قنوات اتصال مع إيران و"حزب الله" اللبناني.
كما يواجه اتهامات من المعارضة بالمتاجرة في المخدرات، الأمر الذي دفعه للردّ على منتقديه، واصفاً إياهم بأنّهم "حفنة خونة، ينوون إلحاق الضرر بالوطن".
وينقل عن العيسمي أنّه "يردّد دوماً بأنّه فخور بانتمائه إلى سورية، وجبل العرب"، وهو متزوج من فنزويلية، والدتها سورية الأصل أيضاً، هي ريادا رودي عامر، ولديهما ابنان، طارق أليخاندرو وسباستيان.
ووسط الأزمة في فنزويلا، يستبعد الرئيس مادورو، التفاوض مع المعارضة على مخرج انتخابي لأزمة البلاد، يشمل انتخابات مبكرة أو إجراء استفتاء على إقالته.
وفي حال نجحت المعارضة بإقالة مادورو هذا العام، فسيتولى العيسمي الرئاسة كحل بديل مؤقت لإنهاء أزمة البلاد، حتى العام 2019 موعد انتهاء الولاية الرئاسية.