وذكرت الخلية، في بيان، أنّ "معسكر الشهداء في منطقة آمرلي، التابع للواء الـ16 بالحشد الشعبي، تعرّض فجر اليوم في تمام الساعة الواحدة وخمسين دقيقة (توقيت محلي)، إلى قصف بقنبلة ألقتها طائرة مسيرة، مما أدى إلى جرح شخصين".
وأشار البيان إلى أنّ القصف تم بواسطة طائرة بدائية محلية الصنع، في رد غير مباشر على فصائل وجهات مقربة من "الحشد الشعبي"، غير أنّ البيان الذي أكد أنّه "سيسرد تفاصيل أخرى لاحقاً" لم يوضح مصير الطائرة القاصفة للمعسكر، بعد الإعلان عن نوعها، ونوع القصف الذي تم من خلالها، أو حتى الخسائر المادية.
وقالت مصادر عسكرية في بلدة طوزخورماتو القريبة من معسكر "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعسكر تعرّض لعدة هجمات استهدفت مخزناً للصواريخ".
ووفقاً لمسؤول عراقي تحدّث لـ"العربي الجديد"، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، فإنّ "شظايا الانفجار وصلت لمسافات بعيدة عن موقع المعسكر المستهدف"، والذي يتمركز فيه ما يعرف بـ"حشد التركمان"، وهي إحدى فصائل "الحشد الشعبي" وترتبط بعلاقات واسعة مع "الحرس الثوري الإيراني".
وتحيط بالمعسكر الواقع بأطراف بلدة آمرلي، عدة قرى يمنع أهلها من العودة إليها، منذ سنوات، لأسباب ترتبط بالمعسكر الموجود بالمنطقة.
وآمرلي هي مركز قضاء عراقي في محافظة صلاح الدين العراقية، كانت تتبع إدارياً إلى قضاء طوزخورماتو، لكن بحلول يناير/ كانون الثاني 2017، تمت ترقيتها من ناحية إلى قضاء.
ورغم مرور أكثر من 16 ساعة على حادثة القصف، إلا أنّه لم يعلن عن أي تفاصيل أو صور واضحة للهجوم وما خلّفه، باستثناء ما تحدّث به بعض زعماء مليشيا "الحشد الشعبي".
وقال جودت العسافي مسؤول إعلام قيادة عمليات "الحشد الشعبي" (محور الشمال)، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "الاستهداف وقع على (معسكر الشهداء) في بلدة آمرلي شرقي تكريت بطائرات مسيرة أميركية".
وأضاف أنّ القصف "طال مخازن تحتوي على لوازم عسكرية في منطقة مكشوفة ومفتوحة"، مشيراً إلى أنّ "هذا الطائرات كثفت تواجدها في سماء المعسكر، منذ أمس الخميس، وقد أُصيب اثنان من حراس المعسكر".
وذكر العسافي أنّ "الطائرات أميركية، وهذا أمر مؤكد، فنحن في الجبهات منذ سنوات، ونعرف أنواع الطائرات المسيرة، وهي تراقب المعسكر منذ حوالي شهر، ولا يوجد إيرانيون في معسكرنا، والموجودون فيه هم الحشد الشعبي الشيعي التركماني"، بحسب قوله.
وكان ثائر البياتي الأمين العام لمجلس العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، قد أكد، في تصريحات صحافية، أنّ "المعسكر كان يضم صواريخ باليستية تم نقلها من إيران مؤخراً، فضلاً عن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني".
وأوضح البياتي، في تصريح صحافي، أنّ "القصف استهدف منشآت حيوية في المعسكر، وأدى إلى قتل عناصر من حزب الله والحرس الثوري" من دون أن يذكر عددهم، مضيفاً أنّ "القصف وقع فجر اليوم وتم بعد عمليات مراقبة سابقة".
وأمس الخميس، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أربعة عراقيين، قالت إنّهم متورطون بانتهاكات لحقوق الإنسان وقضايا فساد.
وشملت العقوبات الأميركية كلّاً من محافظ صلاح الدين السابق؛ النائب الحالي في البرلمان أحمد الجبوري، ومحافظ الموصل المقال قبل نحو ثلاثة أشهر والمطلوب قضائياً بتهم فساد وإهمال على خلفية غرق عبّارة الموصل نوفل العاكوب، وريان الكلداني وهو قائد لفصيل مليشيا يسيطر على مناطق سهل نينوى ذي الغالبية العربية المسيحية، فضلاً عن وعد القدو ولقبه (أبو جعفر الشبكي) وهو قائد مليشيا حشد "الشبك" وتسيطر على أجزاء من تلعفر وسنجار.
وتأتي العقوبات الجديدة بعد نحو شهر على عقوبات مماثلة بحق شركة عراقية وشخصيتين عراقيتين قالت وزارة الخزانة الأميركية إنّهما يسهلان تعاملات "الحرس الثوري الإيراني" في العراق.