طائرات الجيش البرازيلي تباشر بمكافحة حرائق الأمازون... وتأسيس صندوق للتبرعات لدعم الغابات
وقالت متحدثة باسم مكتب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إن بولسونارو أجاز، اعتبارا من يوم أمس الأحد، القيام بعملية عسكرية في سبع ولايات لمكافحة الحرائق المحتدمة في الأمازون استجابة لطلبات من الحكومات المحلية بالمساعدة.
ورافقت وكالة "رويترز" فريق إطفاء قرب مدينة بورتو فاليو عاصمة الولاية، حيث تفحمت مناطق مساحتها أكبر من ملاعب كرة القدم، ولكن تم حصر الحرائق المشتعلة في مناطق صغيرة تحتوي على أشجار منفردة.
وعرض مقطع مصور بثته وزارة الدفاع البرازيلية، مساء السبت الماضي، طائرة عسكرية تضخ آلاف الغالونات من المياه لدى مروها عبر سحب من الدخان قرب الغابة.
وتأتي هذه الاستجابة في الوقت الذي أبدى فيه زعماء مجموعة السبع المجتمعون في فرنسا قلقهم العميق بشأن هذه الحرائق.
— WWF UK (@wwf_uk) August 25, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— WWF UK (@wwf_uk) August 25, 2019
|
وقال المعهد القومي لأبحاث الفضاء في البرازيل إنه تم تسجيل نحو 80 ألف حريق عبر البرازيل حتى 24 أغسطس/ آب الجاري، في ما يمثل أعلى مستوى منذ عام 2013 على الأقل.
وأعلن بولسونارو، يوم الجمعة، أنه سيتم إرسال الجيش بعد انتقادات استمرت عدة أيام من الناس وزعماء العالم لعدم قيام الحكومة البرازيلية بأي شيء لمكافحة الحرائق. وقال أيضا على "تويتر" إنه قبل عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرسال طائرة، وتقديم مساعدة متخصصة لعمليات إطفاء الحرائق عقب اتصال بين الزعيمين.
— IOTA News (@iotatokennews) August 24, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولكن خارج ولاية روندونيا لم تقدم الحكومة بعد أي تفاصيل للعمليات في الولايات الأخرى. وقالت وزارة الدفاع، في إفادة يوم السبت، إن 44 ألف جندي جاهزون في منطقة الأمازون الشمالية بالبرازيل، ولكنها لم تحدد عدد الجنود الذين ستتم الاستعانة بهم والمواقع التي سيذهبون إليها وما الذي سيفعلونه.
نشطاء البيئة يتفاعلون
وعمت المظاهرات أكثر من مدينة كبرى حول العالم للمناشدة بوقف الحرائق، واتخاذ التدابير الفعالة لمكافحتها، وتطبيق السياسات التي تمنع حدوثها على المدى الطويل.
واستنكر المتظاهرون في فيديوهات وتعليقات تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي سياسة جرف الغابات لتحويلها إلى مراع للمواشي خدمة لصناعات اللحوم، ولاستخدامها في زراعات النخيل والذرة التي تزيد من تصحر الأرض وعطشها وجفافها، وذلك لتلبية أهداف المصنعين.
كما يندد النشطاء بإبادة أماكن عيش السكان الأصليين وبيئتهم وبعدم التفات السياسيين لقضاياهم وحقوقهم.
— Consciousnext (@Consciousnext1) August 23, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
تشنج سياسي على خلفية الحرائق
عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ندوة صحافية اليوم الاثنين، إلى جانب الرئيس التشيلي، سيباستيان بينييرا، الذي يرأس قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب 25 في بلاده، بعد اعتذار الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، عن استضافتها، عن "تعبئة" مجموعة السبع فيما يخص الحرائق التي تضرب الأمازون، معتبرا "من الواجب فعل شيء"، وهي حرائق اعتبرها الزعيم الفرنسي "مأساة بالنسبة للبشرية كلها"، دون أن يغفل الحرائق التي تضرب أفريقيا وخاصة في الكونغو.
وكشف أن فرنسا ستقوم بإرسال "دعم عسكري" في الساعات القادمة من أجل مكافحة حرائق الأمازون. كما أعلن عن تقديم مساعدات مالية للبلدان الأمازونية في حدود 20 مليون يورو (22.240 مليون دولار أميركي). علما أن هذا المبلغ هزيل مقارنة بالمساعدات التي تقدمها ألمانيا وبعض الدول الاسكندنافية.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 26, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 26, 2019
|
وأشار الرئيس الفرنسي إلى كيفية المساعدة من دون المساس بسيادة تلك الدول، خصوصاً البرازيل. وقال: "توجد سيادة يجب احترامها، وتوجد في كل بلد صلاحيات"، وأعاد التذكير بأن "ما يجب علينا فعله من الآن إلى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مبادرة تهدف إلى إعادة تشجير الأمازون، وهي عملية تحترم سيادة الجميع، وتحترم دور الأقاليم، وأيضا دور الشعوب المحلية".
تعرض ماكرون لسيل من الإهانات على "تويتر"، لا سيّما من قبل وزير برازيلي. وكتب الوزير أبراهام وينتروب، في سلسلة تغريدات، أن "ماكرون ليس على مستوى هذا النقاش. إنه انتهازي أبله يسعى للحصول على دعم اللوبي الزراعي الفرنسي"، وذلك في إشارة إلى معارضة الرئيس الفرنسي للمصادقة على اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتحالف "ميركوسور" الاقتصادي الأميركي الجنوبي.
وقال ماكرون: "لن أعلق كثيرا على تصريحات الرئيس ووزيره، فأنا أحترم كل زعيم منتخَب من طرف بلده، وأنا أحترم كل شعب وكل بلد"، لكنه تمنى للشعب البرازيلي "أن يَحْظى في القريب العاجل برئيس يتصرف بطريقة لائقة".
— Somos Juliantinas (@somosjuliantina) August 23, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Somos Juliantinas (@somosjuliantina) August 23, 2019
|
وتابع الوزير البرازيلي أن "فرنسا بلد التناقضات. لقد أنجبت رجالا مثل ديكارت وباستور، وأيضا متعاملين" مع النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. وأضاف "لقد اختاروا (الفرنسيون) رئيسا بلا شخصية"، مضيفا "يجب التصدي لماكرون الأحمق".
وكان إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس البرازيلي، وهو نائب ومرشّح لتولي منصب سفير البرازيل في واشنطن، قد أعاد، الجمعة، تغريد فيديو لأعمال عنف خلال تظاهرات لحركة "السترات الصفراء" في فرنسا، وأرفقه بعنوان "ماكرون غبي".
وصبّت حرائق الأمازون الزيت على النار في العلاقات المتوترة بين فرنسا والبرازيل منذ وصول بولسونارو اليميني المتطرّف إلى الرئاسة البرازيلية. وعلى خلفية حرائق غابات الأمازون اتّهم بولسونارو ماكرون بأنه صاحب "عقلية استعمارية" ردا على اتّهام الرئيس الفرنسي له بأنه "كذب" بشأن تعهّدات البرازيل في ما يتعلّق بالتغير المناخي.
— sofia (@sofiaisaclown) August 23, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
تبرعات لدعم الأمازون
من جانبه، خصص Earth Alliance (تحالف الأرض)، وهو مبادرة بيئية يدعمها الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، مبلغ 5 ملايين دولار للمحافظة على غابات الأمازون المطيرة في أعقاب تصاعد مقلق في حرائق الغابات، بحسب وسائل الإعلام.
— Earth Alliance (@earthalliance) August 25, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
بعد إطلاقه، يوم أمس الأحد، يعمل صندوق الطوارئ التابع لشركة Amazon Forest Fund لدعم الشركاء المحليين ومجتمعات السكان الأصليين في جهودهم لحماية الموائل الحساسة داخل منطقة الأمازون.
وفقًا لموقع الصندوق، تم الإبلاغ عن أكثر من 72 ألف حريق من قبل المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء (INPE) - وهي زيادة صارخة عن حرائق العام الماضي التي بلغت 40 ألف حريق، والتي يمكن أن تُعزى إلى حد كبير إلى زيادة غير مسبوقة في إزالة الغابات بسبب عمليات الأبقار ومحاصيل الأعلاف.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)