أفاد منتدى "ديفانسا" المتخصص في الشأن العسكري بأن المغرب يعتزم عقد صفقة عسكرية مع الولايات المتحدة لشراء طائرات هليكوبتر من نوع أباتشي 64 لدعم قواته الجوية، والتي تعد طائرات متطورة تتسم بالقتالية والنجاعة في تحديد الأهداف.
وأفاد ذات المصدر بأن المغرب يبحث أيضا عقد صفقة عسكرية مع تركيا لاقتناء طائرات "أتاك 129" التركية التي تتسم بسرعة فائقة تصل إلى أكثر من 280 كيلومترا في الساعة، كما تتسع لحمولة كبيرة من الأسلحة تصل إلى طنين، علاوة على قدرتها على التحليق عاليا جدا.
الباحث في الشأن العسكري عبد الحميد حارفي أكد في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هذه المعطيات تفتقد في مجملها للصواب لعدة اعتبارات، الأول أنه "عندما يتعلق الأمر بالسلاح الأميركي، فلا يمكن الحديث عن وجود صفقة إذا لم يتم نشرها عبر موقع DSCA الذي يطلب الضوء الأخضر من الكونغرس بعد إعلامه بمطلب الزبون بكل حيثياته التقنية، وبعد ذلك يتم توقيع الصفقات".
وتابع الباحث "الاعتبار الثاني يتمثل في كون الجيش المغربي ومنذ سنوات، في إطار تطوير ترسانته العسكرية، يطمح إلى الحصول على مروحيات مقاتلة ذات كفاءة قتالية عالية ومجربة في ساحات القتال، وذلك للدعم الناري الجوي لوحداته المدرعة وتعزيز قدرات الدفاعية".
وتابع الباحث ذاته بأنه كان هناك تطاحن كبير بين موردي السلاح في هذا الموضوع، حيث يظهر أن الروس كانوا أول من استأثروا باهتمام المغرب قبل أن يتم إلغاء المفاوضات لعدة أسباب أهمها تقني ولوجيستي.
وبعد ذلك، يضيف حارفي، احتدم التنافس بين مروحية أباتشي من إنتاج شركة "بوينغ" ومروحية "سوبر كوبرا" لشركة بيل وكلتاهما أميركي، ومروحية أتاك التركية، ليظهر أنها استأثرت باهتمام المغرب عند حضورها مجتمعة لمعرض مراكش الدولي للطيران.
ولفت الباحث ذاته إلى أنه "تم استبعاد الأتراك من المنافسة لعدة أسباب تقنية وسياسية، فالمروحية التركية لم تجرب بعد في ميدان القتال، كما أن تركيا لا يمكن أن تكون داعما مهما للمغرب في مجلس الأمن في ما يتعلق بقضاياه الوطنية، وعلى رأسها ملف الصحراء، لذلك بقي التنافس بين الشركتين الأميركيتين، وعلى الأرجح تم اعتماد مقترح بوينغ لمروحية أباتشي في نسختها الحديثة.
ويردف الباحث اعتبارا ثالثا يتجسد في أنه "تم الإعلان في مارس الفائت عن صفقة ضخمة لطائرات إف 16 جديدة، وهو ما يتطلب تعبئة ميزانية مهمة لتفعيلها، قد يكون ذلك على حساب صفقة المروحيات المقاتلة، حيث إنه سيتأخر الإعلان عنها وتفعيلها، من دون أن يعني ذلك وجود نية للتخلي عنها".
وذهب الباحث في الشأن العسكري إلى أن "الحوادث التي وقعت مؤخرا كان آخرها الحادث المميت للمروحية، قد يدفع قيادة الجيش المغربي إلى تأخير شراء مروحيات مقاتلة على حساب تجديد مروحيات النقل المتهالكة.